الجراحة التجميلية للأنف
عملية تجميل الأنف والانتشار الواسع لها
نشر في 23 شتنبر 2020 .
في سعيّ الإنسان الحثيث نحو الجمال، يستمرُ طرقه للأبواب المُتاحة في محاولةٍ منه لإصلاح ما قد يخطُّه الدهر على رُقعة الجلد التي يحملها -وجهًا كانت أو جسدًا- سواءً عبر العمل على المُستحضرات الطبيّة من خلال التراكيب المُبتكرة أو من خلال اعتماد إجراءات جراحيّة أو غير جراحيّة جديدة بالإتكّاء على الوسائل التكنولوجيّة التي قد تُحسّن من مستوى النتائج وترفع من معدل رِضا الأشخاص الراغبين بالخضوع لعمليات التجميل عن ما تُسفِر عنه هذه العمليات من تغيُّرات شكلية.
ما هي عملية تجميل الأنف؟
تتضمّن عمليّة تجميل الأنف إعادة تشكيل شكل الأنف عبر تغيير شكل العظم والغضاريف المُكوّنة له بناءً على ما تقتضيه الحالة، ويبدأ جرّاح التجميل إجراءاته عبر تخدير المريض إمّا كليًّا أو موضعيًا حسب ما يراه مُناسبًا، من ثمّ يبدأ الإجراءات الجراحيّة بشق المنطقة المطلوبة وإجراء ما يستوجب إجراؤه، بعد الانتهاء يَخِيط الجَرح ويضع ضمّادة تبقى لفترة محدّدة إلى أن يلتئم الشق ويطمئنّ على وضع الأنف بعد العملية.
انتشار عملية تجميل الأنف، بين الرفض والقبول
ومع خلافي الشخصي مع الانتشار الواسع جدًا لعمليات التجميل لدى الأشخاص الذين لا يُواجهون أي مشاكل مع أشكالهم عدا الرغبة في التغيير! إلّا أنّني في المقابل من أشدِّ المؤيدين لها في الحالات الترميميّة التي تُزيل عقبةً ربما كانت تقف في طريق نجاح الشخص وامتلاكه لثقته بنفسه، أمّا سبب النفور والرفض المُجتمعي لعمليات التجميل عمومًا فيعود لعدّة أسباب، ولعلّه لا يخفى على أحد بأنّ انخفاض تكلفة بعض أنواع عمليات التجميل جعلت البعض يلجأ إليها مع عدم حاجته الظاهرة لها؛ إنمّا فقط من مُنطلق التغيير والطمع في جمالٍ طاغٍ، فأصبحنا لا نراهن على التعبيرات الوجهيّة التي كانت أحَد مغارف الكلام، فقد بات البعض نتيجةً لعمليات الشّد وإعادة التشكيل غير قادرٍ على التعبير بحرية بواسطة ملامح وجهه الجديدة، وهو الذي لم يكُن يُعاني من قبل من أيّ مشكلةٍ تُذكَر، فأصبحت الوجود مُصطنعة على نحوٍ يُثير بالنفس تساؤلاتٍ عديدة وينزع لذّة الحِوار ويسلبها جانبًا كان يومًا مُهمًّا.
كما أنّه يتوجّب على الإنسان أن يكبح جِماح العديد من العادات السيئة، أيضًا هو مُطالب بالاجتهاد في ذلك، ومُواصلة ردع النّفس عن تلبية كل ما تشتهيه، فقد سبق وأن قال الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قولته المشهورة في هذا الصدد "أوكلمّا اشتهيت اشتريت"، وهو بذلك ينادي بضرورة تهذيب النفس وتربيتها بالكّف عن الطَمَع في الحصول عمّا هي ليست بحاجته وتستطيع الاستغناء عنه، عِوضًا عن ذلك يمكن تسيير الشخص لنفسه في طريقٍ آخر تُستَثمَر فيها هذه الطاقة في طمعٍ مُجدٍ يعود بالرِفعة والسؤدد على الشخص في كافة مناحي حياته، إلّا أنّ مَن يستطيع ذلك قليل ومَن يَقوَى على كسر أغلال العبوديّة لشهوات النفس أيضًا هُم قِلَة، إلّا أنّ للإنسان ما سعى وسيُؤتى ثمار جهاده مع نفسه وسيراها عيانًا بيانًا أمام ناظريه وبأعيُن مَن هُم حوله.
-
Laila Al-Jundiمختّصة في كتابة المحتوى الطبّي، مهتّمة جدًا بكل ما يخص علم الأحياء الدقيقة وتشريح جسم الإنسان