المجتمع،كلمة لاطالما شكلت نقطة تساؤل لي،دون الغوص في عمق المفهوم الذي يحمل متناقضات شتى،فحتى الاسم متناقض الاجدر ان يسمى مفترق لان ربطه بالانسانية و خاصية الاختلاف تجعل من اسقاط هذا المفهوم امرا غير متسق بالنظر الى المتغيرات التي تحكم السلوك والنمط الفكري البشري في لحظات ثابتة و كذا وفق السيرورة الزمنية المحضة،لست عالم اجتماع و ليست لي خبرة في الامر لكن هي فقط نظرة شخصية تحتمل نسبية الصواب والخطأ.
ان خاصية الاختلاف تفرض مسبقا نوعا من الارادة الحرة التي لا تحديد لابعادها او اشكالها فقد تكون ثقافية،فكرية،اقتصادية،طبيعية وفيزيائية محضة في ابسط تمثل،وبذلك تبدو لفظة المجتمع امر مقيدا نوعا ما و فيه نوع من التحديد ينافي ما سبق.ومن هذا المنظور تبدو الاشكالية العامة لما قد اسميه الارتباط الاخرق و الوهمي بالكينونة المجتمعية الحالية وفق منظور اشمل و الناس وفق منظور تقليدي مبسط يلامس الهوة التي بين تفكيرنا كممارسة ذهنية و سلوكنا كترجمة خرقاء لذاتية الانتماء لهذا المفترق ،عفو ا المجتمع الذي في اسمى حلله تجد نفسك في تناقض تام بين السلوك المجرد الذهني و السلوك الممارس بحكم فرضية الانتماء او جدلية القطيع ولي كامل الحق في قول القطيع لان التسليم بالمجتمع ،لا يقتصر على الانسان لكن يطال الحيوان كذلك فلا مانع اذن من اقتراض الدلائل حول الاشتراك في الانتماء .دون القول هنالك فصل حاد بين الانسان و الحيوان بحجة العقل و ما الى ذلك ،لا لشيء لان النضج العقلي الكافل برجاحة هذا التميز لا نملكه بعد !
و للمرء فقط ان ينظر الى المحيط العام حوله،كثرة القول على غير ماهو عليه، الكل ينتقد دون حل بديهي او واضح للامور،فالمهم فقط ان يزيح المرء عبء المسؤولية عن نفسه و يرميها للاخر كانها طابة،حال نلامسه في تعاملنا مع القضايا الجوهرية التي يمكن ان تشفع لكلمة مجتمع و تمنحها الحق في الوجود من قبيل المشاكل القومية،الرهانات والتحديات الاقليمية او المسرحية السياسية عفوا المنظومة السياسية هذا من جانب شامل و دون ابتعاد عن المحيط القريب فمسلسل النفاق الاجتماعي لدينا في تواصل دائم .سلوكات وممارسات وحقائق مغلوطة واسعة الانتشار فحتى قبولنا للنقد و الاعتراف بالخطأ فيه نوع من الغطرسة ،نقبله لانفسنا و ننكره على غيرنا،انها ببساطة امتداد متناقض في السلوك و الفكر لا توجد حقائق قطعية ،انما فقط مرايا على هيئة سلوكات تعكس فقط مايسلط عليها .وهو مايمكن فقط ان نسميه التبعية او واقع القطيع الذي ماعاد ثقافة لدينا و انما واقعا بما تقتضيه الكلمة من ابعاد.وكل من يقول العكس او الاشارة الى ذلك لا يعدو ان يصنف من بين المتهورين او محبي التحليق خارج السرب و جميع اشكال الرفض التي تعكس عقدتنا من قول الحق الذي هو اضعف الايمان دو نطقه و انما فقط بيننا وبين انفسنا اننا لانعيش في مجتمع و انما نعيش امتداد طبيعيا لجدلية الخطأ ،قد لا نصلحه و قد ننساه لنخطأ من جديد و في ذلك إنسية الانسان كأن الامر يتعلق بحلقة من النسيان لا تنتهي!كذلك الحال فيما نراه اليوم دون تفصيل او تدقيق .