إنها الساعة 3:17 بعد منتصف الليل.. لقد نهضت من فراشي بعدما عجزت عن كسر قيود التفكير حتى فارقني النوم وخرجت من غرفتي وأنا أبحث عن الضوء.. ولم أدرِ بصراحة هل كنت أبحث عن نورٍ يضيء فضاء غرفة المعيشة التي غالبا ما أجلس فيها وأنا أتحدث مع دفاتري أم إني أبحث عن بصيص ضوءٍ ألجأُ إليه في عتمة أفكاري المتشابكة والحائرة!
حسنا.. قررتُ أن أكتب.. لكن عن ماذا؟ فهناك أمورا كثيرة تعصف داخل ذهني.. يا ترى أيّها أختار؟
لستُ من يقرر دوما في إختيار المواضيع التي أكتب فيها؛ فقلمي هو الذي يحمل تلك المهمة.. فغالبا ما أراني أمسكه دون أن أشعر وأراهُ يوجهني في سرد ما يكمن في عقلي الباطن لننتقل أنا وهو في رحلة معاً ونبحر عبر بحر الأوراق نبحث عن كل مُثير ومشوّق في عالمٍ أصبح يفتقد إلى الكثير من التشويق البريء والبعيد عن أي إبتذال وفساد.
مرّت الدقائق وما زلت أجلس على أريكتي بينما أستمع إليه وهو يسرد كلماتي على سطور ذلك الدفتر الذي يرافقه دوما ليكونا أوفى الأصدقاء إلى قلبي..
كيف لا؟!
وهما لم يقدما على خيانتي أبداً ولم أندم يوما على ثقتي فيهما.. ما أجملهما من رفيقين! <<يجمعان كل تلك المزايا التي إنقرضت من عالمنا.>>
- في عالمنا لا يوجد الوفاء حتى النهاية؛ وعندما أتحدث عن الوفاء فأنا لا أقصد خداع من نوع واحد فقط وإنما أهدف إلى الإخلاص الذي يمنعك أن تجرح شخصا يحبك ولو بكلمة.
- أن تبحث عن الإبتسامة في قلوب والديك.
- أن تبحث عن الرضا في روح إختارت أن تشاركك الحياة بحلوها ومرّها.
- أن تسعى في إسعاد أطفالك بالأمان العاطفي قبل المادي.
- أن تحافظ على صديقك النبيل وأن لا تفرّط به لأسباب مجتمعية تافهة تملك فقط العقول الفارغة.
وها أنا مازلت مع قلمي والدقائق تمر لكن لا بدّ لسفينة الإبحار أن ترسو فننتقل منها لنعود إلى عالمنا الملموس في إنتظار رحلة مجهولة أُخرى!
د. أسن محمد
كاتبة ومدربة
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة