انتهت جولة التصويت الشرسة في الانتخابات الداخلية للحزب الديمقراطي والتي جرت بالأمس الثالث من مارس والذي يعرف في أدبيات الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالثلاثاء الكبير "وذلك لإجراء التصويت في أربع عشرة ولاية أمريكية دفعة واحدة"،وسط واقع جديد فرضته تلك الجولة .
فعلى غير المتوقع حتى بالنسبة لاستطلاعات الرأي التي أجريت قبل انطلاق السباق الداخلي الديمقراطي اكتسح جوزيف بايدن نائب الرئيس الأسبق باراك أوباما ثمان ولايات من أصل الأربع عشرة التي انعقدت فيها جولة التصويت الحاسمة غير أن مراقبين يعتبرون الأمر سابقاً لأوانه لأن الانتخابات الداخلية لن تنتهى إلا بحلول يونيو القادم .
لكن هناك مراقبوت يرون أنه أياً كان المرشح الديمقراطي الذي سيواجه الرئيس الحالي دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة التي ستجري في ديسمبر المقبل فالفوز مضمون لترامب،لإيجابيات تتعلق بالرئيس الخامس والأربعين أو لسلبيات ستعيق فوز منافسيه شخصية كانت أو حزبية .
بالنسبة لترامب يكاد يكون الرئيس الأول في تاريخ الحزبين-إن لم يكن في التاريخ الأمريكي بأسره- الذي يفي بكل وعوده الانتخابية،فقد وفر مليوني فرصة عمل خلال فترته الأولى مرضياً الباحثين عن الرفاهية والعاطلين عن العمل من غير المهتمين بالسياسة ومتاعبها .
ومزق الاتفاق النووي مع إيران ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس لأول مرة في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي إرضاءً لإسرائيل ومجموعات الضغط الموالية لها في الولايات المتحدة للحصول على أصواتهم في الانتخابات القادمة وأخيراً أثلج صدر القوميين البيض العنصريين بإصدار قوانين متشددة حيال المهاجريين غير الشرعيين من المكسيك ودول أمريكا اللاتينية المحاورة أو المهاجرين النظاميين لأسباب سياسية واقتصادية على حد سواء .
أما ساندرز وبايدن فلكل منهما مآخذ ستفشل سعيه في دخول المكتب البيضاوي،فساندرز بالرغم من يهوديته دائم الانتقاد لإسرائيل رافض لسياساتها معاد لمجموعات الضغط العاملة تحت إشرافها،ومثل ذلك لا يكون رئيساً لأمريكا أبد الدهر .
أما بايدن،فبالرغم من علاقاته القويه مع الدولة العبرية وتسابقه في تقديم فروض الولاء والطاعة للإيباك ومن على شاكلتها من مؤيدي الصهيونية إلا أن إسرائيل تخشى فوزه حتى لا يعيد الاتفاق النووي مع إيران بالإضافة لاعتبار كثير من الأمريكيين لبايدن امتداداً لعهد أوباما ولن يكون عهداً جديداً
وأقول لكم من الآن:
انتظروا أربع سنوات كارثية جديدة من حكم المخبول.
-
أحمد زكىصدرت لى عدة كتب سياسية بين 2013 و2018 مثل اغتيال رفيق الحريرى العدالة الموقوتة والأكراد حلم الوطن المستحيل