من ولادة ثانية اطلقت صيحتي الأخيرة ، ركنت بطن الحياة ، خرجت من روح عذراء ، وانفصلت عن رحم قاسي ، لا زلت متعلق في حبل المشيمة ، اتوسل العودة للجسد أو أن لا أكبر
يقول رجل اني شجرة زيتون وكان هذا موسم قطفي ، لكن قرر صاحبها ان يراهن عليها ، "خسر" بعدها مات الجذع وذبلتُ الأغصان وسقطت آخر الأوراق فا ولدت أنت
تقول إمراة أنت منزل جميل ، آخر من وضع حجر الاساس خُلق من الحزن حياة أسس المكان وصنع الباب الذي نأوي إليه ونجد خلفة الأمان ... لكن انهارت أعمدته وأنت بين الركام مطحوناً لم يبق إلا أكواما هائلة من الذكريات التي عانقت التراب
يقول رجل دين أنت مئذنة تصدح في وطن الفقراء ويتوضؤون من دمّوعك عند أول سجود حط عليه طائر الحاجة ، أنت رنين أجراس الكنائس تحملها الرياح اصواتها في رحلة الجوع الى ملامح أكلها الزمان ولم يبقى إلا الدعاء للمخلّص ولم تستجيب بعد
يقول سجين ، أنت شوق ولقاء وحواجز الارواح بكل معاني الفراق ، أنت كلمات من السخرية والتهكم امام سجان ... لكن لم يسّمح لك في البقاء ، حُكم عليك بالمؤبد ومسح آخر نزيل تاريخ وجودك .
يقول محارب اقسم أن يبذل آخر قطرة دم من أجل الوطن أنت رفيق السلاح وبين دمك و الأوراق كل فوهات البنادق مشروعة بحرابها نحو صدرك قتلوا السماء التي تمطر عليك شعراً وموسيقى وضليت رسالة وكفن وشاهد مجهول ......
ريَسَان
ما اقسى هزيمة أول المشوار
ما اقسى هزيمة الا نصل
ما اقسى هزيمة أن نصل
ما اقسى الأستمرار للوجهة الخاطئة
ما اقسى ان نتوقف في محطة الإنتظار
ما اقسى ان نفقد ايماننا بما مضى وما هو آتي
-
نايفطفل لا يشبه الذين يكبرون بسرعة ...