ما رست الكتابة ليس للحب فقط، بل لحمل أثقال النفس وتفريغها على الورق، لبث المعاناة ونشر الأفراح على صفحات الكرّاس القانعة بما أكتب وأرسم وأنحت من ألم أو أمل.
الكتابة والورق أوفياء ليس لهم سوى الرضا وتقبُل ما يجعله القلم مقروءاً من عصارة العقل وعنفوان ما يختلج الذات من مشاعر وأحاسيس ، وأيضا الأفكار المصابة بنوع من الاضطراب تتعطش الى مهدئ كتابي يعيد ترتيبها، والورق وحده الحضن الدافئ الذي لا يشتكي ولا يتوانى في المشاركة لجميع ممارسات الاطالة والتعديل أو الشطب، والتمزيق لا يتذمر منه أيضا.
قد تجد صديقا يستمع إليك ويشاركك ما يحيط بك من هموم وأحزان ولكن قد ينفذ صبره من حين الى حين أو يقف مخالفا لما تعبّر عنه وتشتكيه، القلم لا يتذمر من وطأة الكاتب ولن تخالجه الحسرة أو الحنق، بل ينساب بكل أريحية ولا يبرح عنك حتى تستنفذ ما في جعبتك، والصفحات تستقبل دون امتعاض وهروب من نزف الحبر.
الكتابة علاج من داء الضغوطات والأعباء الحياتية، تكون المحبرة هنا وسيلة لتفريغ ذلك الحمل البغيض وطرده من تلافيف الدماغ، لتنشد الراحة وتستجلب الطمأنينة.
قالت العرب: أوفى من السموأل .. والقلم والورق سموأل عصرنا الحالي.
-
فيصل القحطانيالفكرة السجينة (الكتابة) بابها الى الحرية..