نزل به الروح الأمين فصار خير الملائكة، و إختار الله له رمضان فصار خير الشهور، وحددت ليلة المهمة الكبرى فأصبحت خيرا من ألف شهر، و إختار المولى محمدا صلى الله عليه وسلم لحمل الرسالة فصار خير الأنبياء و خير ولد آدم . كلمات من نور على صفحات من أثمن المعادن النفيسة، سطع بريقها فأشرقت الأيام و تعطرت الأكوان وارتسمت الدروب لمسلك الجنان، وسطع شعاع الآيات المحكمات المنزلة من علياء رب السماوات و الأرض. فتذكر أولو الألباب و إهتدى طلاب الحق و إرتقى طالب العزة به . طافت الآيات بزوايا الأرض فأعجزت أهل البلاغة، و أبهرت فطاحل القوافي وغزت المخابر و مواقع الأبحاث معلنة على أمواج الأرض و السماء أن العجائب لن تنتهي أبدا، أما الإعجاز فسيتموقع بين أيامكم وفي قلب نشراتكم و مخازن كتبكم دون أن ينضب إلى يوم الختام .
فكتاب الله به أخبار السلف و الخلف و أنباء ما كان و ما لم يكن، نزل من عليم بما لم يكن لو كان كيف كان يكون .ففيه شرع الأحكام ومنهاج السالكين و مسار المخلوق للخالق في مناخ الأمن و الأمان والسكينة و الوقار في رضا ملك السماوات، بين جنان عطور الطاعة والخشوع و آليات الخضوع والرضوخ لمقادير كتبت و رفعت صحفها وجفت أقلامها . فنبراس الحياة هو وقود السكينة و الطمأنينة و السلام، فهو المرسل من ملك السماوات والأرض بغرض تبنيه و زرعه في أعماق درر النفوس، لتثمر وهي تسلك الدروب الفواحة التي تقودك لعبور الصراط و التلذذ بشربة لا ظمأ بعدها من خير ساقي وخير البشر و مفتاح الجنان صلى الله عليه وسلم.
فكتاب الله إصطفت أحكامه وتراصت شرائعه، فشيدت الإنسان الصادق الصالح البناء العزيز به و الذليل إذا إبتغى العزة بغيره، فبه الرفعة و اللمعان و البريق المنير للعتمة، والإشراق المبدد للظلمات لما له من الحلاوة و ما عليه من الطلاوة فأعلاه مثمر و أسفله مغدق، بشهادة ألد الأعداء. فيوم الحساب يأتي شفيعا منيرا، و في القبر رفيقا مؤنسا، فطوبى لمن تلاه حق تلاوته، و إلتزم بأوامره و نواهيه، ووقف عند حدوده.
محمد بن سنوسي
19-04-2022
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع