مرحبا صديقي العزيز أما بعد: أكتب لك رسالةً لكن دون أوراقٍ أو أقلام دون بريد إلكتروني أو طوابع بريد حتى أكتب إليك الكثير من الحروف و الكلمات لكن لا يكفي الحبر لكتابتها وكيف للحبر أن يكتب ما لا نستطيع أن نكتبه لا الورق يكفي ولا الحروف لم يعد القلب يتحمل يا صديقي الكثير، كل يوم نتغير كتماثيل جميلة من الخارج وفي جوفها الخراب المدوي لقد تعبت يا صديقي.
منذ سنوات يا صديقي كنت أتوقع أنني شخصٌ قوي جداً لأنني كنت أواجه أشياء كثيرة بمفردي أشياء تؤلم جسدي وعضلاتي وترهقني فقط لذلك كنت أتحمل وظننت بذلك أنني صلبٌ و قوي لكن حقيقتي إتضحت عندما تعرضت لنوع أخر من الألم، الألم النفسي ذاك الألم الذي تشعر به داخل قلبك الصغير لم أتحمله ولا أعرف كيف حدث ذلك حتى أنني لا أعرف كيف أصف لك ذلك لكنه شعور غريب حتى أن معدتي تطرب وأشعر ببرودة داخلها وأصوات رغم أنني لا أشعر بالجوع هل تعرف هذا الشعور؟.
"صديقي" كيف هيا الحياة فوق أعتقد أن خدمة البريد مزدحمة جداً لم ترسل لي شيئا منذ فترة يبدوا أن السماء مليئة بالرسائل لكن هل هذه الرسائل تحمل أخباراً جيدة أم أن أهل الأرض يشكون لأهل السماء أوجاعهم مثلي كما أفعل أنا معك الأن؟ أعتقد أنني سأنتظر ردك كثيرا في ظل هذا الأزدحام لكني أريد أن أخبرك أنني إشتقت إليك، بالمناسبة سوف أعود للنهوض مجددا فأنت دئماً كنت تُخبرني بأن سقوطي يساوي نهوض الجميع وأن نهوضي مجدداً يحمل صوت الرعد معي، كنت صغيراً حينها لكن عندما كبرت عرفت بأنك كنت حكيماً عني، أعدك أنني سأكمل مسيرتي حتى ألتقى بك في السماء.
سأقراء الكثير من الكتب الفترة القادمة أشعر بالحاجة إلى هذا هل تريد أن أقراء لك شيئاً محددا، لماذا لا تُجيب؟ أم أنني علي النوم أولا لنتقابل هناك في الحديقة المزهرة! يبدوا أنني سأنام فعلا فقلبي متعب هذه الأيام يا صديقي إذا، تصبح على خير يا عزيزي.
-
مهاب أسامهباحث إعلام مهتم بمجال صناعة المحتوى وعلم النفس الإكلينيكي