لقد سماها والدها ختام لتكون اخر عهده بالدنيا و بالفعل توفى بعد ولادتها بعشر شهور..
كانت ختام فتاة تعشق الليل ، تعشق الشوارع ليلا ، تعشق سواد السماء ، هدوء الشوارع ، ليل الشتاء البارد ، و ليل الصيف الدافئ..
كانت تخرج من غرفتها بعد ارتداءها افضل الثياب الذى ينساب على جسدها الاسمر ، الذى اخذ حقه من الماء الساخن..
تتوجه الى باب المنزل ، تخرج ليلا و ترجع فجرا قبل شروق الشمس !
لقد كان الامر مريبا لسكان الحى و الاحياء المجاورة !
حتى اصبح امرها مكشوفا امام الجميع بأن سلوكها منحرف..
باتت تسمع اسوأ الكلام من المارة..
اصبحت تلقب بفتاة الليل.
برغم ان ختام لم يمسسها بشرا ، الا ان جميع البشر جرحوا كرامتها !
جميع من حولها كانوا يتهمونها لمجرد حبها لشئ تريد ان تستمتع به !
كانت ختام فتاة ليل فى عقول البشر ..
قررت ختام ان تخرس السنة الناس ، اصبحت لا تخرج من منزلها !
تنظر من الشرفة الى اعلى لترى سماء سوداء مزينة بنجوم كثيرة ، كانت تعشق ذلك المنظر..
كانت تجلس فى الشرفة طوال الليل ، فى حى كان يضج بالعابرين !
بدأت ختام تسمع كلام غريب ، بأنها فتاة غير محترمة لانها تنظر من الشرفة طوال الليل على شباب منطقتها الشعبية !
برغم ان نظرها كان لليل لا اكثر !
قررت ختام ان تخرس ألسنة اهل المنطقة ، اغلقت الشرفة تماما ، و قررت انها لن تغادر غرفتها ، كانت تنام طوال النهار ، و تستيقظ طيلة الليل..
بدأ يصلها كلام غريب من اناس اكثر غرابة.. سمعت انها اختفت لانها هربت مع عشيقها الى بعيد !
قررت ختام ان الحياة لم تعد لها..
انهت ختام حياتها فى ذلك اليوم لتحقق معنى اسمها..
لكن اختارت ختام ان تنهى حياتها فى الصباح حتى لا يحزن عليها الليل.
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !