ناسك الزهاد (3) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ناسك الزهاد (3)

الجزء الثالث

  نشر في 19 يونيو 2019 .

تعالت نظرات الدهشة علي وجوه -حفصة-  و - خلدون - تبادلا النظرات الصامتة ليتبعآ - فينتورآ - بصمت.. 

حالة من الصراع و التآبه النفسي اسكنته - حفصة - بداخلها لم يكن من المناسب ابدآ - حتي لا تحوم حولها الشكوك  الظنون الاثمة - ان تخبر الشرطة بتعرضها للتهديد من قبل دكتور - بيدرو -!!  

اربعة شهور قبل الحادثة..  بات - بيدرو - قابعآ في مختبره لترميم مخطوط اثري صوفي حينما دخلت عليه - حفصة غاضبة و عيناها تنطق بالشرور.. القت دفاترها الورقية بغضب انتبه علي اثره لدخولها و هي تصرخ بهستيريا :

ما هذا يا - بيدرو -؟؟!!!

نظر اليها ببرود متجاهلا تمامآ صراخها 

كفاكي سخفآ يا - اشيلي - لا وقت لدي لهرلتلتك.. 

اشتد الغضب - بحفصة - لبروده الشديد و نطقت بصيغة تحذيرية :

دع - خلدون - و شأنه انت تدري ما اقصد.. 

نظر اليها - بيدرو - بمكر و تصنع الدهاء 

تقصدين - حفصون - لن يهدأ لي بال حتي اعرف سره.. اما انتي ايتها البلهاء الصغيرة فلن تري عينيكي النور مرة اخري لو تدخلتي بالامر ثانية.. 

لم تصدق - حفصة - ما سمعت و هي تتلقي التهديد من - بيدرو - و احست بثقل و دوار شديد جعلها تفر بسرعة الي خارج المعمل... 

اعادها الي ارض الواقع صوت - الظابط - بابلو - الذي اعاد  لها السؤال للمرة الثانية بغضب :

 دكتورة -اشيلي - لم تجيبي علي سؤالي اين كنتي وقت الحادث؟ 

اووه انا اسفة كنت شاردة قليلا..  كنت برفقة - دكتور - خلدون -... 

حقيقة هناك امر محير فقد عثرنا الي جوار المجني عليه رسمة غريبة - لبلبل يحمل كشكولا -... 

صدمت - حفصة - تمامآ لكلام - بابلو - صرخت بخوف :

لا لا يمكن ابدآ..  ماذا تريد منا يا - حفصون -!!! 

نظر اليها - بابلو - و قد اعتلت وجهه الدهشة :

من - حفصون - هذا.. 

اعلم انك لن تصدقني و ستظن بي خبلا انه - ناسك الزهاد -... 

انا لا افهم شيئآ واضح ان الحادثة اثرت عليكي دكتورة - اشيلي - بامكانك الانصراف... 

خرجت - حفصة - و هي حائرة تبعها - خلدون - و هو ينظر اليها بقلق..  قطع النظرات الصامتة قائلا :

- بيدرو - الحق نفسه الي الجحيم بالتأكيد عرف عن - حفصون - سرا ما هل نستطيع يا-  حفصة - دخول مكتبته.. 

نظرت اليه - حفصة - و القلق يعتري وجهها.. 

هل تمزح الشرطة تراقب المكتبة و لو ذهبنا هناك لحامت الظنون حولنا علينا الانتظار قليلا حتي تترك الشرطة الامر و تغلق القضية ضدد مجهول... 

حسنآ - حفصة - انا متعب الان و علي العودة الي المنزل اراكي لاحقآ.. 

    سكن - بابلو - الي مكتبه و هو يفكر في هذا اللغز الحائر..  شعر بداخله ان - اشيلي - لديها ما تقوله و اخفته.. اشار الي المخبر - زيدون - بوضعها تحت المراقبة...  

سار - بابلو - بين باحات - المنازل القديمة بهدوء حتي قادته قدماه الي  حديقة  - البوتانيكو - بات يحتاج بضعة من الراحة فصعد اليها بهدوء.. و هو ينظر بعينيه الي شجرته المفضلة المثمرة.. اتكئ علي الارض و اسند ظهره الي جذع الشجرة.. ثم شرد بخياله في الماضي الاليم... 

رأي والده - ادريانو - و هو في نوبة غضب عارم حطم معها جميع اثاث المنزل الريفي الصغير و هو يجر والدته  الممرضة - تريني - من رأسها غاضبآ حتي صدم رأسها بوحشية في حائط الجدار فاعتلي نزيف الدماء راسها حتي فارقت روح المسكينة الحياة.. وسط صراخ - بابلو - الطفل الصغير الذي لم يتجاوز السابعة الذي لم يرحمه ابيه الوحشي الذي القي به الي الشارع في برود تام.. 

وجد بابلو نفسه اسيرآ للطرقات العثة بالذئاب البشرية كان جسده النحيل يرتجف خوفآ رأه بالصدحبعم - عبدون - ذلك الرجل المغربي المهاجر الي اسبانيا نظر اليه بشفقة و سأله عن ما يفعل في هذا الوقت من الليل.. صمت - بابلو - و لم يجب سوي بنظرات البكاء...  ضمه - عبدون - ضمة ابوية بقوة ارتجف معه جسده و هو لاول وهلة يشعر بمعني الحنان الابوي الذي حرم منه.. كفله عم عبدون في منزله و ضمه الي اسرته العربية الصغيرة الذي بات واحدآ منهم و اكتسب الطباع العربية الاصيلة و منها آوي اليه رفيق الصبا و صديق العمر - زيدون - حتي ان جاوزآ مرحلة الصبا و اتيا عنفوان الشباب التحقآ بكلية الشرطة في - قرطبة - حتي تخرجآ منها و عملا بنفس المنطقة.... 

شعر بيد تربت علي كتفيه من خلفه نظر ورائه ليجد - زيدون - مبتسمآ 

كنت اعرف اني ساجدك هنا يا عزيزي يا - بابلو..  

حبيبي يا - زيدون - التوافق الروحي دائم بيننا..  ما اخبار - اشيلي - 

تقصد - حفصة سعدون - القصة طويلة ساخبرك لاحقآ بها.. الان حان موعد الصلاة استأذنك يا - بابلو - تعطيني - سجادة الصلاة - من حقيبتك.. 

طبعآ يا حبيبي تفضل.. ساحرسك يا حبيبي حتي تنتهي من الصلاة لا تنسي الدعاء لي معك... 

ادام الله الود بينا يا عزيزي... طبعآ لن انساك في دعواي.. 

شرع - زيدون - في اداء الصلاة في الوقت الذي هاجم فجأة - متطرف اسباني - زيدون بالتعدي عليه  ضربآ اثناء الصلاة يصرخ - بابلو - بقوة و هو يبعد ذلك - المتطرف عن - صديقه - زيدون - صارخآ 

ابتعد ايها المتطرف - المجرم - دع صديقي و شانه.. 

هوي المتطرف بضربة قوية علي رأس - بابلو - و هو يصرخ بهمجية :

فلتمحي اسبانيا من العرب!!!؟ 

تحامل - بابلو - علي نفسه رغم الالم لكي يمسك بالمجرم و عينه علي رفيقه زيدون - الذي عاني من طعنة قوية في ذراعه اغشته وعيآ..  اتجه الي رفيقه - زيدون - و حمله علي كتفه باكيآ متحاملا الالم ضغط علي زر الطوارئ في هاتفه و هو يصرخ غاضبآ 

فتأتي قوة حالا الي حديقة - البوتانيكو - يوجد متطرف هارب..  ثم جر نفسه جرآ و هو يحمل رفيقه لاقرب مشفي و جسده ينزف دماءآ حتي ما ان وصل الي ابواب المستشفي اتجهت اليه الممرضات و هن يتدافعن لانقاذهم و قد فقد - بابلو - وعيه تمامآ و هو يضع كتفيه علي رفيقه - زيدون - حماية له و كأنه اختار ان يدفع روحه كلها ثمنآ لنجاه - رفيق العمر -..... 

يتبع...... 








  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 19 يونيو 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا