الماضي! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الماضي!

  نشر في 18 فبراير 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

هل تعرف ما الكلمة الأكثر رعبا و وجعا، و ايلاما، ضمن ملايين الكلمات القاسية التي تؤذيك،

لا ليست الفراق، و لا الموت و لا الظلم 

لان الفراق قدر لا يمكنك الهرب منه و نتيجة متوقعة في اي وقت و يمكنها أن تحدث لكل الناس و مع ذلك يبقى احتمال اللقاء من جديد واردا جدا،

في الحياة و بعد الموت حتى،

و الظلم شعور مؤقت مهما طال الزمان لن يطول، و الا لانتهى العالم و الجنس البشري بأكمله منذ زمن بعيد، و لكن العدالة لها وقتها المحدد و نظامها و طريقها الذي ربما قد لا يدركه وقت المظلوم،  لكنها آتية لا محالة ،

اما الموت فهو كالميلاد تماما ،  و ان اختلفت المسميات، فاذا اعتبرت لحظة الميلاد بداية فالموت هو نهاية طبيعية مؤكده لكل الأشياء و الكائنات ، و نقطة محددة يصل الجميع اليها عاجلا أم آجلا دون استثناء ،

اما الأكثر إيلاما و وجعا على الإطلاق  فهو "الماضي"

الماضي الذي لا يموت و لا يفارقك و لا ينتهي منك و لا تنتهي منه مهما طال الزمان،

كيان حي بكل ما فيه  يعيش فيك، و ينبض في قلبك و احلامك و كوابيسك و وجودك،

يتحكم رغما عنك في زمانك و عمرك و ذكرياتك و غدك،

 هو الذي  تقف عاجزا دائما امام احزانه،

مهما بلغت قوتك،

و هو الذي يفطر قلبك على كل حال، 

مهما بلغت سعادتك،

فاما ان تتذكر افراحه بحسرة و تشتاق إليه و الى نفسك فيه،

أو توجعك احزانه و تشفق على  نفسك و على قلبك منه،

فلا هو ظلم تنتظره ان يزول، و لا موت تنتظره ان يحين،

إنه جمرة تتقد في فؤادك، 

لا تخبو و لا تشتعل و لا تموت،

يؤججها المستقبل و الغد و الحزن و الفرح ،

و تزيدها ولوعا أعياد الميلاد و المناسبات و الطرق و الوجوه و الصور،

الصغار الذي كبروا،

و الكبار الذين هرموا،

و الأجداد الذين رحلوا،

انه الحنين الذي يثيره لون السماء و رائحة البحر و رمل الطرقات، 

و الدهشة التي تملأك حين تمر بالاماكن الفارغة، و الشوارع القديمة و الجديدة، و اعمدة النور، و اشارات المرور،

و الذكريات التي تحفظها الارصفة و الجدران و الحدائق و السلالم و المقاعد عن ظهر قلب،

و الصور التي تحمل الوجوه و القلوب و الاحاديث،

تلك التي كان فيها من كان و كنت فيها من كنت، 

ذات يوم،

انه لعنة ابدية،

لا ينقذك منها الا النسيان،

و النسيان كذبة كبيرة ترددها على مسامع قلبك كل يوم، 

لكنك لا تنسى!


  • 1

   نشر في 18 فبراير 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

Dallash منذ 4 سنة
احسنت
1
كاتبة
شكرا جزيلا
Dallash
العفو

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا