كل نهاية إرتطم رأسها بمرآة عين الخلد
نشر في 29 نونبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
منذ ان أراد لها الزمن ان تحس بأنها امرأة جلست على كرسي قديم قبالة مرآة الحياة و أخذت تصفف شعرها على وقع ألحان الجاز المنمق بإيقاع القانون و تمايل جسمها النحيل محاولا ان يتفادى صرخات الثكالى على أرصفة الشوارع المغطاة بخيلاء الكاذبين ...هي بداية ككل البدايات كانت جميلة في أولها شعاعها اظلم كل الأنوار حولها و معها اضاء كل الظلام داخلها .
حسب خياراتنا لربما أحلامنا لوقع عقارب الساعة نبض يقتل كل عروق الموت حياةً ..احيانا كانت تخيب هي هي امام مرآتها معظمها يتهادى امام جزء منها و كلها يرى عجوزا عمياء عانقت شجرة البلوط في عمر الخامس و العشرين.
نحن لا نملك قرار الوقوف أمامها فقط وجدنا أنفسنا مجبرين على الارتماء في لحظاتها فإما عاشقين او مقتولين او لربما عميانا تحت خانة المخمورين عُجبا و عَجبا و إعجاباً.
كل البدايات كانت عذراء لم تدنسها خطايا البلايا و الرزايا في مفرق الطرقات زحفت على أعقاب خيلائنا حتى حملت في أحشائها نكبة الكبر و الحقد و الكذب بلا أصل أتت دنيانا و بلا موت فلن تفارقها ..
لسنا مجبرين كل مرة ان نلطم قدرنا و نصفعه على وجوهنا فكل الكون بداية لبداية اخرى و من أدرك حس العزف على أوتار كل الخيبات كان له نصيب وافر من ألحان جمال كل تلك البدايات منتشيا امام مرآته جالسا مثلها قبالة عين الخلد عندما يتوقف النفس ...
مقتطف من طيف إمرأة (صفحة 17)
مروة زغدود