لا يختلف اثنان ولا ينتطح كبشان في مسألة مفهوم تنظيم المجتمع من خلال المشاركة فهو عبارة عن عملية تنظيمية فردية بل حزمة متكاملة يقوم بترجمتها مجموعة من الأشخاص يحثها طابع المشاركة الفعالة من كافة أبناء المجتمع. والإنسان إجتماعي بطبعه أي أنه لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الأخرين وكان لا بد لها من إيجاد كيان في تنمية المجتمع وتنضيمه ولهذا كي يعود بالنفع على أفراده..فهو بمفهوم عام إحداث التغيير. ومن أكبر المعوقات التي جعلتنا متأخرين في هذا المجال تلك القيادات التي جعلت روتين العمل وبيروقراطيته هي التي يجب أن تكون مسيطرة وأصبح عندهم خوف من التغيير والتطوير بل جعلت منهم يقبضون على صلاحياتهم في احضانهم ومن اسباب ذلك توقف العقلية عند اجراءات عملية حفظها عن ظهر قلب وليس عنده استعداد يتعلم غيرها ويخاف ان يغير فلا يعقلها. وإليكم أهم العناصر الفاعلة وهي:

التنظيم

والحق أن تنظيم المجتمع من مكوناته تساهم في بناء المجتمع وتنظيمه على خطى ثابتة ومتزنة فالمجتمع يجب ان تتوفر فيه قيم يتفق عليها الجميع لكي يتعايشوا فيما بينهم أن وأن يأخذ المرء الحق والتصرف السليم السديد في كل الأمور وتنظيم المجتمع يجب أن تتوفر فيه قيم يتفق عليها الجميع لكي يتعايشوا فيما بينهم وكذلك التفكير الإيجابي.وتعد الحملات الوسيلة الرئيسية لتنظيم المجتمع، حيث أن الحملات هي عبارة عن مجموعة من الموجات المنسقة التي تتضمن عدداً من النشاطات والفعاليات، التي تتسم بأنها تكون شديدة التركيز على تحقيق أهداف محددة، ضمن إطار زمني متفق عليه.ومما لا يدع مجال للشك أن التنظيم هو أيضا إدارة الوقت .

القدرة

هي عمل توازن بين الحياة الشخصية و بين الحياة العمليه بالإضافة لإنجاز جميع المهام الموكلة إليك بدئاً بأولويتها و بوقتها.فهي بشكل عام حشد الجهود لممارسة التغيير وتحديد المشكلات بحيث يتسنى برمجتها وتفكيكها ولا يترك مجالاً للخوف من حل المشكلات. وتأتي مهارة حل المشكلات كأحد المهارات الناعمة التي يجب على المجتمع بلا الحي اكتسابها إما بالممارسة أو التدريب وتتم هذه العملية أو اكتساب هذه المهارة إما بطريقة منظمة أو عشوائية لكنها تراكمية ستزداد فاعلية يوماً بعد يوم بمجرد مواجهة المجتمع للمشكلات خلال ادائه لمهامه التنظيمية والاستعداد لحلها بشكل منهجي يثبت مهارته في ذلك.

القوة

القوة الحقيقية لا يقصد بها القوة الجسدية فقط بل القوة الحقيقية هي التي تتمثل بالإرادة التي لا يهزها شيء والتي لا تقهر، فليست القوة بمعاداة الحياة بلا كيف تصبح افعالك أقوى. وليست القوة محصورة في المال فحسب بل أيضا بالأفكار والتعاون من الجميع والتغلب على مستوى الخوف برفع جاهزية التوعية . فخريطة القوة قد تكون موزعة في المجتمع او التعامل مع المؤسسات والمنظمات والسلطات المحلية في التنظيم والتغيير ومفهوم القوة بشكل جاد هو جعل شيء ما يحدث ولكن يحتاج المجتمع الى تنظيم وتعاون والتخلص من الخوف ليصبح قوة لا يستهان بها .

المشاركة والتعاون

المشاركة والتعاون من الأخلاق العظيمة التي تحقق السعادة المجتمعيَّة خلقي التعاون والمشاركة، ورغم اختلاف الاسم واللفظ بينهما فهناك قواسم مشتركة بين اللفظين، كما أنّ هناك بعض التمايز بينهما، وكلاهما يكون فيه تقديم المساعدة للغير، إلا أنَّ المساعدة في التعاون يكون أحد الطرفين فيها أقوى من الآخر، بينما التعاون فتغلب عليه المشاركة من كلا الطرفين في بذل الجهد، والقوة في ذات الوقت، وأياً كان الفرق بينهما فهناك نفع وفوائد لكليهما، كما أنّ هناك مظاهر لهما في واقع الحياة. مثلاً إشراك كافة شرائح المجتمع في صنع القرار دون استثناء كلٌ يقوم بدوره. المشاركة في تنفيذ أعمال تحتاج إلى جهد جماعي؛ كالتعاون في البناء، والتعاون في زراعة الأشجار، وتدبير شؤون الحي وكذلك في جمع القمامة من الحي، وهنا يبرز مفهوم التعاون لتعلقه بالمشاركة والندية إلى درجة ما.

ولا ننسى اننا نمر بأوقات عصيبة خصوصا هذه الايام من صعوبة ندرة المواد الأساسية في مجتمعنا .مثل إنقاذ بعض الفئات من الأوضاع السيئة التي تعيشها، وتقليل مخاطر هذه الأوضاع قدر المستطاع، ويبرز ذلك بشكل واضح فيما يتعلق بالفقراء والمساكين والمحتاجين، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة؛ كالمعاقين حركياً أو نفسياً أو عقلياً، وضحايا الحروب والخلافات والصراعات السياسية.وهذا يتمثل بالتعاون والمشاركة من الجميع ورص الصفوف وتنفيذ المبادرات والأعمال التطوعية .

بناء العلاقات

إن مرحلة بناء العلاقات لها صدى غير عادي في مفهوم تنظيم المجتمع وقد يحتاج الى خبرات فنقص الخبرة قد يشكّل أزمة لكنه قد يكون حلاً لمشاكل يعاني منها المجتمع من خلال التخلص من أشخاص تعمّقت بداخلهم قناعات خاطئة، وتشبّعوا بثقافات سيئة، طالما أثرت سلباً في فاعلية المجتمع، وقد يكون فرصة لبناء الثقة من جديد، وترتيب الأوراق المبعثرة، وتجميع الأفكار المشتتة، بل ربما يفتح آفاقاً رحبة للتغيير والتطوير ظلت مغلقة أو ضيقة بسبب الجمود النفسي والخوف غير المبرر. فبناء العلاقات والترابط عامل حفاز في التنظيم.

هذا كان عصارة ما فهمناه وتعلمناه من دورة في مفهوم تنظيم المجتمع من خلال المشاركة .

في معهد الفضاء المدني

شكراً للجميع .

مشاركة/ وليد احمد محمد