الفنان المصري الكبير "محمد صبحي" في برنامجه "مفيش مشكلة خالص" كان ينتقد الوضع في الدول العربية في إحدى حلقاته و قال بما معناه أن الاتحاد الأوربي يجمع دول تتحدث لغات مختلفة و ذوات أديان مختلفة و عادات مختلفة و لكنهم اتحدوا من أجل مصالح المنطقة، بينما الدول العربية التي تتحدث لغة واحدة و التي بها ديانتين فقط (المسيحية و الإسلامية)و عاداتها و تقاليدها متشابهة جداً لم يحققوا الوحدة.
و بالفعل الدول العربية لم تستطع استغلال مقوماتها و التشابه بين بعضهم البعض بل وجهت ذلك التشابه لشن الحروب على بعضهم البعض.
فقد استغلوا اللغة الواحدة في التطاول على الآخر، فأصبحنا نجد بعض الجنسيات العربية تسب و تلعن في الجنسيات الأخرى.
و أصبحنا نجد من يربون أبنائهم على أن بعض الدول العربية هم أعداء لهم.
و تطور الأمر إلي أن أصبح هناك بعض الدول العربية تساند الإرهاب في بعض الدول الأخرى.
فلقد سيطر الحقد على الدول العربية مع الأسف مما أدى إلي التفكك فيما بينهم.
فبدلاً من أن يتحدوا أمام العالم ليظهروا قوتنا و يدافعون عن حق فلسطين و العراق و سوريا، انشغلوا بالسباق و الصراع فيم بينهم مما أضعف موقفنا أمام الغرب. و بالتالي استطاع الغرب معرفة نقاط ضعفنا و استغلالها.
فقد استطاع الغرب أن يتمادى في ظلمه و طغيانه فهو يعرف أن لن يقف أحد في طريقه، فلا يوجد إتحاد. و أليس في الإتحاد قوة؟
فأصبحت القضايا اللي تشغل الدول العربية من سيصل للقمة أولاً، من سيتقدم في العلم و التكنولوچيا أولاً، من سيبني الأبراج الشاهقة أولاً، من سيشتري بأمواله أفضل الأسلحة أولاً، من سيظهر أمام العالم في صورة جيدة أولاً، و من سيتبرع في الخير أولاً...إلخ.
بل أصبحت قضيتهم الأولى هي من سيتحد مع الغرب و يقوي مصالحه معهم أولاً.
و نسوا أنهم لم يتحدوا فيم بينهم.
لقد خرج الموضوع عن السيطرة؛ فلم يصبح الوضع فقط عبارة عن القضية الفلسطينية، أو القضية العراقية أو السورية. فقد تطور الوضع و أصبح عبارة عن القضية العربية.
تلك القضية التي لن تحل إلا بالإتحاد و ترك الخلافات التي لا داعي لها من الأساس.
-
آلاء نشأتلمتابعة موقعي الرسمي على انستجرام يُرجى الضغط على علامة الكرة الأرضية