كثيرا ما يتبادر إلى ذهني سؤال وماذا بعد؟ سوف اقضي سنوات عمري و حين يأتي وقت الرحيل ماذا بعد؟
هل ستترك حياتنا بصمة ؛ أم سنمر كنسمة عابرة لن يتذكرها أحد أبدا؟
لماذا لأصابعنا بصمة فريدة وحياتنا بجملتها قد لا تكون لها بصمة؟
هل الحياة هي مجرد عدد من السنين سوف نعيشها كروتين وواجب فرض علينا تأديته فقط؟
أقدر جدا هؤلاء الأشخاص الذين استطاعوا أن يجعلوا لحياتهم بصمة وأن يجعلوا حتى ولو بدون قصد منهم ذكرى موجودة حتى الآن؛ قصص أو لوحات أو مقولات عظيمة نستخدمها حتى الان.
قبل موت الكاتب أحمد خالد توفيق أوصى بأن يكتب على قبره (جعل الشباب يقرؤون) فقد كانت تشغله فكرة البقاء في الذاكرة ولو لعدد قليل من السنوات بعد وفاته تشغله فكرة أن يكون لحياته أثر باقي.
من الخطأ أن نستسلم لروتين الحياة السخيف أن نستسلم ببساطة لفكرة أن الحياة هي عدد من السنين سوف أقضي هذه السنوات كواجب وأحياها بأقل الخسائر وسوف أرحل بسلام ؛ أو أتمنى الرحيل الآن فلا طاقة لي بأكمال هذا الواجب.
اعتقد أنه ليس منطقي أبدا أن نظن أننا لا نستطيع أن نترك بصمة لحياتنا إلا إذا كنا نمتلك مواهب عظيمة؛ أو أشخاص مشهورين وأي شخص لا يمتلك موهبة استثنائية أو شخصية فريدة لا يستطيع أن يترك ذكراه فى هذا العالم .
#لننظر للموضوع بشكل مختلف:
_قد تكون المساعدة لصديق مريض وإعطاءه الأمل في الحياة هي بصمة سوف تظل محفورة في ذاكرة هذا الشخص لأنه كان بأشد الحاجة لوجود شخص بجانبه في هذا الوقت.
_قد يكون مجرد البقاء ساكنا بجانب شخص وحيد وعدم تركه هو رسالتك في هذا الوقت.
*اخيرا :
_ الحياة بها كثير من الأشخاص الاستثنائيين والمواهب العظيمة، ولكن وجود بصمة فارقة وأثر باقي بعد الرحيل ليس حكرا على أولئك الأشخاص المميزين.
_قد تترك نفوسنا وشخصياتنا العادية والمتواضعة أثر أعمق وذكرى مميزة لأشخاص ٱخرين كانوا بحاجة لأشخاص عاديين مثلهم.
_ الحياة هي هبة عظيمة أعطاها الله لنا ؛ ليست مجرد عدد من السنين يجب أن نعيشه ،أتينا بسلام وسوف نرحل بسلام أيضا ولكن لندع نفوسنا تترك مجرد بصمة فى هذه الحياة.