أغار .. أغار من الناس التي وجدت طريقها نحو ما يحبونه ، بينما أنني أتخبط في دوامات الخوف الذي لازمني طويلا.
أريد أن أعيش لحلم ، و حلمي هذا لم أجده لليوم .
تعجبني الكثير من الأشياء البسيطة اللامعة ، و لكنني لا أتقن أيا منها ، لأنني و للأسف تركت العديد منها لسنوات ... كنت أجول تائهة ، لا أعرف نفسي ، ما الذي أريده و ما الذي أكرهه . لم أستطع أن أتخذ أي قرار ... و كنت لوحدي مع أنه كان من حولي الكثير.
لا طالما أردت أن أحقق شيئا، و لطالما أغرتني العديد من الأشياء لأفعلها .. لكنها و للأسف لم تشعل نار الشغف في قلبي نحوها ... جربت الكثير كنت أود فعله ... و لكن بلا فائدة، بكل بساطة لأنني تناسيت شيئا بسيطا ، تفصيلا صغيرا اعتقدت أنه سيلتئم من تلقاء نفسه : ثقتي بنفسي.
بعد أن مر الكثير من الوقت ، و بعد أن استفقت من غيبوبتي تلك ... حاولت تجربة ما أحببته سابقا ، لكنه بلا طعم .... أستمتع به اليوم ، و غدا أنساه كأنني لم أجربه يوما فأفقد حماستي التي أججت روحي لتجربته من البداية . كل هذا دائما بسبب ثقتي بنفسي التي ضاعت من بين يداي.
قد يتساءل البعض ألا تأتي الثقة بعد الإنجاز ؟ سأجيبك وأقول لك لا فالعلاقة بينهما مترابطة و متداخلة و لكن الإنجاز لا يأتي في أعلى درجاته بدون الثقة . إليك كيف يكون الأمر بدون الثقة : عندما نريد أن نجرب فعل الأشياء التي قد نسمع عنها أو نشاهد أحدا قام بها من قبل ، نحاول أن نجرب نحن أيضا ، و لكن بسبب نظرتنا غير المتكاملة تلك لذواتنا و التي لا تنفك تدور في عقولنا فإننا نتردد ، نقلق و سرعان ما نيأس من الأمر برمته -أو بالأحرى نيأس من قدراتنا- .. قد نتغلب على هذه المرحلة و ننطلق نحو التطبيق ، إلا أن شعورنا الداخلي يبقى و لا ينفك يلاحقنا في بداية تعلمنا لهذه الأشياء و عندما نتلقى ردة فعل ساخرة قد نتوقف بالفعل. و من الدرجات الأسوء التي وصلت إليها شخصيا أنني قد كنت مقتنعة تماما أنني لا أستطيع فعلها بالمرة. فحتى في الأوقات التي أخبرني الجميع بأن أواصل ...توقفت ، فقط لأنني كنت مختلفة و خائفة من الإخفاق .
هل تعرف كيف تصير عندما تفقد تلك الرؤية الجميلة عن نفسك ؟ تصير نكرة أمام الآخرين ، لأنك تفكر على هذا النحو . و لأنك في أعماق قلبك قد اعترفت بالفعل بهذا . حتى و إن حاولت إخفاء ذاك الشعور سرعان ما تميل إلى أن تفضح نفسك ، من خلال ملامح وجهك و تصرفاتك اللاإرادية . و لكن يصبح الأمر أسوء بكثير من ذي قبل ، أتعرف متى؟ عندما يدرك الآخرين ذلك. و خاصة الانتهازيين منهم لأنهم و بكل سهولة سيحاولون تغذية قناعاتهم حول أنفسهم عن طريق إحساسك ذاك ، و القليل منهم فقط من سيتعاطف معك .
هكذا يا صديقي ستصبح أصغر فأصغر و لن تستطيع مجابهتهم و لو كانوا على خطأ . لأنك سمحت لهم بذلك منذ البداية.
كيف تزيل هذا الشعور ؟ كيف تسترد الثقة في نفسك ؟ لست أدري ... أحاول أنا أيضا فعل ذلك و لكنني لازلت بطيئة مقارنة بإنجازات من حولي .... أحاول جاهدة مواكبة ما يحصل و لكنني أحيانا أجدنني لست لها.
الثقة هي كل شيء ، و لا يعرفها المرء بقيمتها إلا حين يفقدها بشكل كلي ، و الأصعب من ذلك بناؤها . و مع ذلك لا زلت أريد محاولة استعادتها لأنني أدرك الآن أنها الوصفة السحرية لأطلق العنان لنفسي .
-
Ikram Fiالكتابة عالمي الذي لا يعلمه و لا يطلع عليه أحد ممن حولي، هنا حيث لا يعرفني أحد ، هنا حيث أختبئ ، ; هنا حيث أنا أتواجد .... الكتابة ليست بالنسبة لي سوى منفذ بعدما ساقني الكثير للتخلي عن الكثير... ما أكتبه قد يعكس أفكاري ، قد يفص ...
التعليقات
بالتوفيق و في انتظار مقالاتك القادمة .