لم يكن يناير - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لم يكن يناير

  نشر في 22 يوليوز 2018 .

أتدفئ بندف ثلج يناير، متأملا من شرفة نامت ورودها هدوء الشارع ، أنتظر شيئا لا اعرف عنه شيئا ... أبحث عن نفسي، عن ذاتى ،أبحث عنها ،عن حب أختفى فى ومضه ، لعله كان أصلا ومضه ، دقة قلب طفل برئ، حلمنا بأشياء كثيرة ، صنعنا من الثلج أطفالا و قصورا ، أتنهد ، أغمض عيناى أحاول أن أتخيلها الآن ، ستة عشر عام مرت ، كأنها الزمن ، وكأنها ومضة من الزمن ، شعرها الطويل البنى كحلوى الشيكولاه التى تحبها ، وجهها كالبدر يشع نورا وأملا ، عيناها خضراوتان كحديقة واسعه تتيه فيها ، لم أُشبهها ؟ لا شئ يشبهها ، لم يستطع أى شئ أن يغير أحساسي ، لم أحب أبدا بعدها ، ولكن كيف أبحث عنها و أنا تائه ، أبحث عن مكانى فى الحياة ولا أجده ... تائه أنا فى دنيا لا أريدها ، فى مكانى أقف ثابت ، تتغير انا من حولى وأنا كما أنا أريد ان افعل اشياء كثيره ولا افعل اى شئ لن يفهمنى إلا من هو فى نفس حالتى ، أريدها حولى ، أريدها تشجعنى ، تتساقط دموعى رغما عنى ...

تحت مطر يناير دق لها قلبي ، أعترفت لها بعشقى ، لم نكن حينها نعلم حقا ما هوالحب ، كان الأمر أكثر بكثير من أن نستوعبه ، قلوبنا الصغيرة لا تسع حبنا الكبير ، أذكر حتى الآن ضحكتها الخجولة ... تلك الأخيرا التى قالتها وظنت أننى لم أسمعها، رسمها لخطوط عشوائيه بقدمها فى الثلج ، أذكر حتى ملابسها ، ومن مر قربنا ، أذكر كل تفصيله ، وكأن الزمن يتوقف بي هناك كلما تذكرتها ، أحتاجها ، أحتاج كلماتها الرقيقة التى تواسيني ، كلماتها الكبيرة على سنها الصغير ، أشتاقها بشده ، أنديها بكل ما فىٓ من صوت ، لعل قدرا ما يجمعنا

منتصف الليل ....تضئ سياره العتمة فجأة .... لم يدق قلبى بهذه الشده ؟ أريد الآن ان ارى من بداخل هذه السياره ، نعم هى ، لا أصدق ، لابد اننى أحلم ، بلا تفكير نزلت للشارع ، أردت أن أحتضنها وأبكى ، وقفت امامها ، رأيت فى عينيها لمعة من وجد أخيرا مطلبه ، قالت لى أنت هنا ؟ ظننت أنت أنتقلت منذ زمن ، قلت لها لم أنتقل ، لم أفكر ، خفت أن أخسر لقياكِ ، دون تفكير أحتضنتنى ، بكيت بشدة كالأطفال ، ربتت على كتفى ، أدمعت عيناها ، قالت لى كما تخيلتك... لم تتغير هذه الملامح، الوجه البرئ ، الشعر الليلي ، العينين العسليتين ، التغيير فقط فى نظرتك الحالمة ، لم أنكسرت ؟ لم ذهبت منها روح الحياة ؟ قلت تهت وتاهت روحى ، لا أعلم ما افعله ، لا يكفيني زمن لأحكى لك ما أصابنى ، قالت وهل ستحكى لى الآن فى الشارع ؟ ألن تجعلنى أرتاح من عناء السفر ؟ قلت بلى أذهبى ... سنتقابل فى الكافيه أمام مدرستنا ..أتذكريه ..ضحكت قالت لا يُنسي مكان الولادة ابدا ......

طوال الليل لم أنم ... أنتظرت وفكرت ورتبت ما سأقول .... كنا أطفالا ...الآن أرتباطنا سيصبح أقوى ... لن يكون أبدا هوى طفولى نضحك عليه عند الكبر ، مر الوقت ، وجاء ميعاد اللقاء ، لبست ألوانها المفضله ، ذهبت إلى هناك قبل الموعد بساعة ... جاءت فى موعدها تماما ، لم تتغيرى أبدا فى الموعد بالظبط قلت لها مُرحِباً ، ضحكت وقالت المبادئ لا تتغير عزيزى ، جلست ، نظرت لأعماق روحى ، أخترقتنى ، تائه أنت هه ؟ قالتها قبل أن أنطق بأى شئ قلت لها كيف عرفتى ؟ قالت أنت تنسي أننى روحك ، حبيبي..... لعل نظرتك الحالمة تغيرت لكن نقاءك لم يتغير .... ككتاب مفتوح أنت ... ماذا حدث لك طوال هذه السنوات الفائتة ؟ قلت الكثير يا حبيبتى ... الكثير .... فقدت ثقتى فى كل شئ .... غُدر بي من كل الأشياء ... أصدقاء .. أهل ... دراسة....حلم...لم أسلم حتى من غدر الوطن ، لم يعد لى مكان فى هذا الكون ... أتعلمين أننى فكرت كثيرا فى الأنتحار ؟ قالت وهل سيجعلك الأنتحار فى مكان افضل مثلا ؟ هل سيجعلك حبى حتى أنسانا أنجح ؟ يا نبض قلبي إن الأنسان إن لم يجد ذاته بذاته لن يصل أبدا ... أحببت فيك الروح الطموحة المثابرة ، كنت طفلا نادرا ، يحلم بأشياء أكبر منه أعوام ، طفلا شغوفا،مبدعا ، كيف سمحت لنفسك أن تقتل ذلك بداخلك ؟ ..دمعت عيناى رأيت شريط حياتى كله أمامى ....كل يأس مررت به ، كل حلم تخليت عنه ، كل أمل كسرته بيدي، نظرت إليها ، رفعت رأسي وقالت ،لا يليق بك تلك النظرة المنكسرة ، قلت لها أحبك قالت اعتدلت فى جلستها كالواثق من نفسه وقالت أعلم ،ضحكنا ، قالت لى لطالما كنت أنت عشقى الأول .....من النظره الاولى علمت انك ستصبح رجل حياتى ،من النظرة الاولى رايت مستقبلنا واطفالنا ، لن يصدقنى احد ان قلت له فى اى سن احببنا ، أحببت فيك كل شئ ..أتعلم ؟ حتى ضعفك وإنكسارك هذا أحبه لأننى اعلم أنك ستخرج منه اقوى وافضل ، نظرت اليها مطولا فى صمت قائلاً بدون تفكير فجأة أترضين بي زوجاً ؟ أحمر وجهها وضحكت نفس الضحكه الخجولةالاولى ، سمعت تلك الأخيرا مرة أخرى .... نظرت إلى هزت رأسها وقالت بخجل موافقه طبعا ، قفزت فرحا بين الطاولات وجدتها وبها سأجدنى ،ظللت اركض كالمجنون والتفت إلى طاولتنا وقلت أحبك .. ولكنى لم اجدها صرخت بأسمها ناظرا حولى ولم تسمعنى ، ذهبت نحو دورات المياه أسأل بعض الفتيات التى خرجن من هناك لم يرونها ،خرجت من الكافيه أنظر يمينا ويسارا أنادي أصرخ كالمجنون ، أستيقظت فزعا، نظرت حولى متصببا فى عرقى ، مرتديا بيجامتى الصيفية .......فلا كانت هى ، ولا كنت أنا ،ولا كان يناير


  • 1

  • حنين حاتم
    اقرأ ......... فى البدء كانت الكلمة ولنقرأ لابد لأحدهم ان يكتب وانا من أحدهم :) الكتابه شغفى ورسالتى فى الحياه
   نشر في 22 يوليوز 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا