قد تأتي الفرصة على هيأة أغنية تحبها عند تعبك الشاق، وقد تأتي أيضا على صيغة نتيجة مفرحة وراء إرهاق كبير، أم على شكل ماء يروي عطشك، لن نحسس بالفرصة إلا عندما نكون في تركيز تام مع أشياء أخرى، أو عندما نكون في أتم الحاجة إلى شيء يخفف عنا ما واجهناه.
قطعة خبز تزداد جماليتها عندما تكون بين يدي شخص آخر، فإحساسنا بالجوع جعل منها تبدو ثمينة جدا، فكيف سنحس بها عندما نكون في حالة الإكتفاء، لماذا لا يغمرنا أهمية الشيء عندما يكون قربنا، لماذا لا نحس بحنان العائلة إلا عند إفتقادها، ولا نكترت بأصدقاءنا إلا عندما تفرقنا الطرق، لماذا لا نهتم بكل كنز يرنو أمام أعيننا، أيجب دائما أن نتألم لكي نحس بافتقادنا الشيء، ماذا لو أعطينا فرصة كل شيء قربنا و حاولنا الإقتراب، أن نذهب عند أهالنا ونقول لهم أننا نحبكم جدا، وعند أقرب صديق ونقول له أن الحياة بدونك تبدو مملة ومظلمة، وأما عن أساتذتنا أن نشكرهم عن دعمهم الدائم لنا، فكلمة منا تغير مسار حياتنا التي تبدو في غاية الملل، أن نحاول جعلها تبدو ثمينة في كل دقيقة نعيشها، سواء في الفرح أو الحزن.
قد تراودك مشاعر مرهقة جدا، كأنها تقوم بامتصاص طاقتك كلها، تداهمك كلك، تريد الفرار لكنك تتوقف عن التفكير، تتوقف عن المحاولة للهرب بعيدا، عن كل ما يخنقك من أحاسيس، سعيك للمجازفة مرة أخرى، قد تلاشت مع مرور الوقت، فأنت كشخص ذاخلك، تعلم أن كل ما تعايشه دوامة لا متناهية من الكذب، يمكنك الكذب على كل شخص، لكنك لا يمكنك الكذب على نفسك، لا يمكنك أن تصدقك شيئا وانت تعلم حقيقة الشيء، بمعنى أنك تفتري على نفسك، لكنك تستنزف كل طاقتك لتصديق ذلك، تتضارب بين نفسك أفكار كثيرة، كأنها تحاول أن تجعلك تشعر بما تحتاجه في حياتك، ما يريد عقلك ومنطقك، أساس ما يمكننا أن نتماشى عليه، يجعلك أحسن مما أنت عليه، قدراتك التي تختبىء بين ذلك الخوف من التغيير، فأنت وحدك تعلم لأي درجة يمكنك أن تقاوم، فأسرع لتغيير ذلك الألم الذي يداهمك الآن ويعرقل صيرورة أفكارك، فأنت تعلم ما هو الأصح لك، وما يمكنك فعله من بين أشياء كثيرة، يمكنك أن تتألم لكنك تعلم كيف يمكنك أن تشفي جروحك، وحدك القادر على أن تحول ذلك الظلام إلى نور يملء روحك، تستعيد ما تحتاج إليه فعلا، تمسك به كثيرا، ليعيد إليك توازنك في الحياة