الشمال السوري.. جرح في قصيدة
قصيدة "هديتي للشمال"
نشر في 02 شتنبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
يا شمالَ موطني عدتُ إليكَ *** والسرورُ على الوجوهِ غطاءُ
للزيتونِ في كُلِّ أرضٍ قبيلة *** وللحُسنِ في وجوهِنا أسماءُ
إنَّ في أرضكَ البتولِ جِراحٌ *** ودماءٌ تفوحُ مِنها الدماءُ
حزينٌ وجهكَ الحنطيُ يبدو *** كزهرةِ التُوليبِ يعبُّها الخُيَلاءُ
لا باركَ اللَّهُ في الَّذين جاؤوا *** لبلادي فقتَّلوا وأساؤوا
يا إدلبُ الخضراءُ يا سفينةَ *** شِّعرٍ.. جفاها في الهوى الشعراءُ
كلُّ شعرٍ أزاحَ عنكِ الحروفَ *** حقيقٌ أن يردَّهُ الشرفاءُ
سقطَ الدمعُ موطني، وشجاني *** مشهدُ الطفلِ.. ولحمهُ أشلاءُ
والنساءُ اللواتي خِطنَ بيوتاً *** مِن غصونِ الزيتونِ.. يا أمراءُ
الخنجرُ الروسي ينبشُ أرضي *** هل يزالُ بأرضنا أحشاءُ؟!
ما تبقى.. مِن موطني ما تبقى *** تقاسموهُ في الخفاءِ.. الظِباءُ
ومَن يعيشونَ في بلادي غدوا *** بغيرِ بيتٍ.. تضمهم صحراءُ
والحياةُ تمضي، والحروبُ تمضي *** ويبقى الطغاةُ فوقنا.. والشقاءُ
والبيداءُ ملجأُ العُشَّاقِ صارت *** أحلى مَطرحٍ لذلكَ.. البيداءُ
إنني أسفٌ وحزني كبيرٌ *** إلامَ أنا والأسى رفقاءُ؟
يا إدلبُ يا مَن تُركتِ وحيدة *** مَصلوبةً.. صلبوكِ يا عذراءُ
والعالمُ العربي هاجرُ سيفه *** يضيعُ فيهِ الإحسانُ والحسناءُ
يشربُ النفطَ في كلِّ حينٍ *** حتّى يضجَ بجوفهِ الكيمياءُ
يَخضهُ للغربِ ثمَّ يَضخُه *** والماءُ في خِصيَتيهِ خواءُ
جواسيسهُ أصلُ كُلِّ بلية *** بليةُ الشِّعرِ أصلُها اللقطاءُ
إن للشِّعرِ في النفوسِ لهيبة *** ذبحتها القصائدُ الخرساءُ
والنفوسُ التي عليها ظُنونٌ *** عندَ الأميرِ.. حَمائمٌ بيضاءُ
إننا نَدقُّ بابَ الحياةِ *** فتأبى علينا.. وترضى السماءُ
مَن رأى منكم الموتَ، يَقُل لي *** ليَرجُمَ.. كما يَنصُ القضاءُ
الموتُ كالحلوى في أيدي أهلي *** طيبٌ... كم يحبّهُ الأنقياءُ!
وأنا في يدي قصيدةُ شِّعرٍ *** تحيطُها الأحلامُ والأنواءُ
خضَبَ الدَّمُ ريشتي وطلاها *** فكلُّ شِّعري عليهِ دماءُ
-
بشر شبيب (bshr shpeeb)صحافي يبحث عن الحقيقة.. وشاعر يحدِّث عنها
التعليقات
شطر واحد من ألم..يسيل الدم المستثار
شطر واحد من حلم..قبل ان يأتي الاحتضار