أيها الدواعش المارقة حبُّ عليٍّ عقلٌ وحكمةٌ وليس هوى أو عاطفة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أيها الدواعش المارقة حبُّ عليٍّ عقلٌ وحكمةٌ وليس هوى أو عاطفة

  نشر في 02 يونيو 2019 .


لقد جعل الشارع المقدس حبَّ الإمام عليٍّ بن أبي طالب (عليه السلام) حبًّا من الله وحبًّا لله، وأنّه علامة الإيمان بالله وأنَّ الإيمان ينتفي بأنتفاء هذا الحب العقلي لا العاطفي ،ّ وفي المقابل جعل البغض المقابل له علامة النفاق واستحقاق العقاب والنار، وهذا طبعا لم يجعله الله أو لم يفَعَل ذلك عن عاطفة وهوى وترجيحٍ من غيرِ مرجّحٍ، ولكنه عقل وحكمة ومصلحة وملاك وعلّة واستحقاق شرعي وأخلاقي وهذه قراءة علمية قد قدمها سماحة الأستاذ المحقق السيد الصرخي الحسني (دام ظله) الى الساحة الفكرية العقائدية من أجل إيصال المعلومة الصحيحة وفق المنهاج المعتدل وبأسلوب وسطي وقد جاء ذلك في محاضرته {8} من بحث: (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد) تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي لسماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله- لذلك علينا أن نتطلع معا الى هذه القراءة الموضوعية التفسيرية التحليلية ،حيث يعرج بنا سماحته الى آفاق هذا الحب الذي يملأ قلوب المؤمنين، وذاك البغض الذي تعجَّ بها قلوب الحاقدين، قراءةٌ بنكهةٍ علميةٍ فلسفيةٍ جديدةٍ تأخذ بعقولنا وأرواحنا الى الأسرار والحكمة الإلهية التي أودعها الله في علي وحبه وبغضه، وما يترتب عليها من آثار ونتائج...

ونطرح هنا مجموعة تساؤلات نقول فيها : ( ما علاقة علي بالنبي _صلّى الله عليه وآله وسلّم_،و ما هي علاقة الله _سبحانه وتعالى_ بعلي _عليه السلام_..؟! هل يوجد صلة قربى الهية بعلي و هل لوجود رحم..؟ حتّى يجعل علي _عليه السلام_ملازمـًا وقرينـًا للقرآن وللحقّ ويُعطى هذه الخصوصية؟، أو هو فعلًا مع الحقّ، وسيكون مع الحقّ، ودائمـًا مع الحقّ، وهو مع القرآن، وعِدل القرآن، والقرآن الناطق والملازم للقرآن)...

الأستاذ المحقق الصرخي ، يجيب على هذه التساؤلات، ويكشف الاشارات التي تشير اليه النصوص الشريفة التي ورد في هذه السياق، فيقول: ( فهذا المورد والإشارة والتوجيه والحديث الشريف الصحيح والأحاديث الشريفة الصحيحة والموارد الشرعيّة الصحيحة التي تُشير إلى ملازمة علي للحقّ والحقّ لعلي، والقرآن لعلي وعلي للقرآن) ،وبعدها يثبت الأستاذ الصرخي أنَّ تلك النصوص تدلُّ على عدالة علي وعصمته حيث قال:( تدلّ على عدالة علي، عدالة علي القصوى، عدالة علي العظمى، عدالة علي القدسيّة، تدلّ على عصمة علي _عليه السلام_، تدلّ على صحّة قول وفعل وموقف علي _عليه الصلاة والسلام_......) ،ويعود الأستاذ الى التساؤلات، ويطرحها بصورة أخرى: (هل لله قرابة مع أحد، هل لأحد فضل على الله ،هل لله مصلحة ومنفعة تخصّه _سبحانه وتعالى_ في تفضيل أحد على غيره، أو في محبّة أحد دون غيره، أو محبّته أكثر من غيره)...وهنا يطرح الأستاذ المحقق الإجابة الالهية القرآنية المحمدية بأسلوب وسطي قائلًا: (وبعد الإجابة بالنفي المطلق ) ..يبدا الأستاذ وبطريقة تدريجية بطرح الحكمة والغاية الإلهية مِنْ جعل الله حب علي ايمان، وبغضه نفاق، بعد أن يطرح الأستاذ مجموعة من المقدمات في وصف ذلك الحب، وذلك البغض، حيث يقول الأستاذ: ( يأتي الإستفهام عن النصوص الصحيحة التي تُشير إلى حبّ خاصّ يربط ويعلّق الإيمان بحبّ إنسان، فجعل الشارع المقدّس هذا الحبّ حبّـًا من الله وحبّـًا لله، وإنّه علامة الإيمان، وإنّ الإيمان ينتفي بانتفاء هذا الحبّ، وفي المقابل جعل البغض المقابل له علامة النفاق واستحقاق النار) ..

وهنا السيد المحقق الصرخي يجيب بأنَّ سبب ذلك الجعل هو عقل وحكمة ومصلحة وملاك وعلّة واستحقاق، حيث يقول : ( فعلَ الله تعالى ذلك عن عاطفة وهوى وترجيح من غير مرجّح، أو هو عقل وحكمة ومصلحة وملاك وعلّة واستحقاق ،والإمام علي _عليه السلام_ من مصاديق الذين يكون حبّهم إيمان وبغضهم كفر، فقد أحبّه الله كما أحبّ رسوله الكريم _عليه وعلى آله الصلاة والسلام_وأمر بحبّه وجعل حبّه علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق، فصار قسيمـًا بين الإيمان والنفاق، فيكون قسيمـًا بين الجنة والنار ،فالمؤمن الصالح التقي المحبّ لعلي _عليه السلام_ يدخل الجنة (لاحظ، مؤمن صالح تقي عامل) والمنافق المبغض لعلي يدخل النار، وإن صام، وإن صلّى، وإن حجّ، وإن زكّى، وإن جاهد، وإن ضحى،وإن ..وإن ..وإن خلاصة الاستدلال العقلي الفلسفي الذي قدَّمه الأستاذ المحقق حول السبب في جعل الله حب علي ايمان وبغضه نفاق، هو لحكمة وملاك وعلة ومصلحة تصبُّ في صالح الانسان للفوز بالآخرة ، وهو أيضا استحقاق، لأَّن حبَّ علي الايمان والجنة والمنجي هو الحبُّ الذي يبعث نحو العمل الصالح، أي هو مقرون بالعمل بالصالح، هو الاتباع الحقيقي والصادق لنهج علي، وفي المقابل النفاق والنار لمبغض علي، و إن صام، وأن صلى، وإن حجّ، وإن زكّى، وإن جاهد، وإن ضحى وإن فعل خيرا يملأ مساحات الأرض والسماء ،فحب عليّ أيضا هو مِن السّنّة الشريفة كما ذكره ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة) قائلا فيه : (... رُئِيَ عمر بن مرة الجمليّ بعد موته، فقيل له ما فعل الله بك، قال غفر لي بمحافظتي على الصلوات في مواقيتها وحبي عليّ بن أبي طالب، فهذا حافظ على هاتين السّنّتين حين ظهر خلافهما، فغفر الله له بذلك....)..

واقول يامن تتبعون التكفيريين والخوارج والنواصب والدواعش، التفتوا إلى أنّ حبّ عليّ المقرون بالعمل الصالح والتقوى هو المنجي، وحبّ عليّ _عليه السلام_يعني اتّباع نهجه وأخلاقه ورحمته وعطفه وعدالته وأبوّته- عليه السلام-، فإذا كان عليّ لم ينتقم من قاتله فكيف تفجّرون أنفسكم بين الأبرياء وتقتلون الأطفال والنساء، التفتوا إلى أنفسكم ولا يُخدع أحدكم بكلمات يُراد بها التغرير والانحراف والضلال.





حبيب الكاتب 



   نشر في 02 يونيو 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا