كيف تصبح مسخا ؟؟
إن أهم شعور يميز الإنسان ومن دونه يكون مسخاً هو الإحساس بكرامته الشخصية.. أنه محفوظ الكرامة.. محصن ضد الإهانات.
كنت ضحية شعورين متناقضين في آن، أولهما انني لا اساوي شيئاً وثانيهما أنني أمتلك موهبة كامنة في أعماقي كدرة لا تقدر بثمن، وكنت أستطيع ان أعيش الشعورين في وقت واحد.. كان الزهو الذي يولده احساسي بموهبتي يتأبط احساسي.
زوايا كثيرة ننظر من خلالها إلى الحياة، ولكن هناك زاوية متفردة تلتفتُ إليها كُل الأشياء، ولكنك تشعر أنها في أقصى ما يكون عن مدى بصرك وأن الخيارات كثيرة، عديدة، لكنهَا ليست بالضرورة تُجيز لك في نهايات انتظارك صّكًا بالموافقَة!!
فقد تشبعت ذاكرتنا القديمة؛ منذ عهد الطفولة وعهد الحكواتي بفاتحة السرد التقليدية، التي تعودناها قديما، والتي تبدأ بعبارة (كان يا ما كان في سالف العصر والأزمان) أو (كان يا كان في قديم الزمان) أو (يحكى أنه في سالف العصر والأوان)، تمنح القارئ أو المستمع استعدادا نفسيا ينقله رأساً لأجواء أسطورية، تفتح مداركه لحالة التلقي، وتنقله ذهنيا لأجواء خياله نحو زمن مختلف عن زمنه، أو حالة يتنبأ بها الحدث العظيم أو الحدث العقدة.. لينتقل من حاله كإنسان الى مجرد آلة يمكن برمجتها فقط للتسليم دون تفكير.. مسخ لا يفكر ولا يحلل ولا يتأمل!!
في الأمس القريب ظهر ما يسمى "أدب الحداثة" فاخترع لنا ما يطلق عليه الزمن الافتراضي، يوازي الواقع لكنه مرهون بإيقاع الحدث نفسه، برز نتيجة الانتقال إلى زمن متسارع لاهث تعجز روح الإنسان عن اللحاق بركبه واستيعاب سرعته، فيتداخل الزمن دون ارتباطه ببيئة العمل مستندا في الزمن على الأحداث نفسها ومتابعتها من خلال سياق السرد.. في الحقيقة الى لا أعلم ما المقصود من هذا المصطلح "الزمن الافتراضي "، ولكنني أجزم أنها محاولة زعزعة الثقة في الدين الإسلامي ونعته بالرجعي.
بالرغم من ايماني بإن استقلالية الفكر لا يجب ان تُحد بأي شكل من الأشكال.. ويجب على كل فرد ان يتعلم كيفية اتخاذ قراراته بنفسه في أي موقف يتعرض له.. وجراء ذلك فحسب.. يتطور الفكر ويتقد الذكاء، الا أن يصبح بفكره المستقل مسخ متلق فقط.
المسخ لا يعني الشكل فقط، فالعقل المشوه يجعل صاحبه مسخ أيضا.
ماهر باكير دلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير