كوشنر يفتتح الخسارة
سميرة بيطام
نشر في 27 يونيو 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تدلى مني يا غصن الزيتون ففيك من الثمر ما يكفي ليثقل حملك حتى تصل الى صوتي القوي المرتفع تعقيبا و تلحينا لقصيدة الخسارة لقوم رقصوا و كلنهم ما أتقنوا الرقص بل مالو بمصيرهم نحو الهاوية ، فليس كل ما يقال له بطأطأة الرقص أنه مرضي عنه و ليس كل ورشة هي ناجحة ، و حتى يغطى الفشل الذريع بغياب فلسطين خريطة و أرضا و سلطة و تمثيلا كان من الأجدر لكوشنر أن لا يرفع صوته على مسامع الحاضرين لأنهم لن يفهموا قصده و هو يؤجل العرض السياسي حتى ينتهي من الطرح الاقتصادي ، كوشنر يعتقد أنه سيشري بالمال فلسطين الحرة و سيذلل مساعي نصرة القدس نحو الاستسلام ، منذ متى جاع الفلسطيني ليطلب خبزك يا كوشنر ؟ و منذ متى طلق الرصاص شهداء فلسطين و لم يخترق صدروهم و هم مرابطون ؟ ، سعيا منك يا كوشنر في قامة لم تلحظها اعناق الأقوياء في بقاع العالم كنت يا كوشنر متأدبا ما فيه كفاية لأنك ستشرح خطة للسلام بالتدريج ، و لكن المستوعبين للشرح لم يفهموا شيئا لأنهم يعرفون جيدا أن فلسطين ليست للبيع و القدس ليست للهبة و شجر الزيتون ليس لقطف زيتونه لغير أهله ، لا نعرف كيف اختار كوشنر هذا الوقت و هذه الاستراتيجية ليرجع الثأر لأجداده من أرض عصية على أعدائها ، أرض لا تقبل بغير شجر الزيتون أن يكبر على ضفاف وديانها و يتدلى أغصانه على شرفات منازل الحارات و شوارع القدس العتيقة .
لا يسعنا الا أن نقدم تعازينا لكوشنر في أنه عقد ورشة ليعلن فيها أن نيل القدس لن يتحقق مهما عرضت أموال و طموحات و مساومات ، لم يخطئ من قال أنه أحيانا ينتحر الشخص بنفسه و هو على أهبة عرض مشروع جديد للحياة.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية