.عزيز ضيك يخبئ ضيِّ.
_ضيِّ يحتضن ضيك فكلتا يداي صارتا ذرات في الفضاء اللامتناهي.
.هل تخل أني يومًا أنطفيء ياعزيز؟
_سأهبك مني مرة أخرى ياعزيزتي؛فنحن نجوم في حضرة القمر.
.انظر ياعزيز،الأرض تدور هل هذه إفريقيا؟
_في بقعة صغيرة هناك عشنا أنا وأنت سنينًا طوال.قابلتك مرة ملكًا ومرة ضابطًا،محاربًا عظيمًا.
.رحالًا تركني قبل موتي بيومين،هل كنت تذكرني؟لمَّ تركتني ياعزيز؟
_كنت أداة في يد الأقدار،فرشاة رسم رسمت فراقنا.
. نحن معًا الآن،على الأقل.
_ونحن ننظر على الأرض،أتخيل أن نسختينا في كل الأزمنة هم أطفالنا الصغار،جميلتي نبض تنظر للقمر في يومه الرابع عشر في كل الأزمنة.
.هل سنمل من مشاهدة نفسنا ياعزيز؟
_ألم تفكري أن الفضاء حولنا مرصع بالنجوم،ولكل نجمة حكاية؟
.عظم الخالق وخلقه ياعزيز،إن الكون محكم وهانحن قد صرنا جزء منه.
_يبدو أننا من كثرة وجود أجسادنا في أكثر من زمن،تفتتت أجسادنا لذرات،وتحولت الطاقة لضي حوّلنا لنجوم،الحمد لله أننا معًا.
.هل القمر يتحدث ياعزيز؟تعرفني منذ الصغر هويت القمر.
_أنا هويته وانتهيت!تذكرين؟
.الجرامافون،قهوتك كانت مرة لكني أحببتها،الشال الأزرق الذي أهديتني إياه احتضنته حتى دخلت في سكرات الموت.
_وقع السلطان في حب سيدة الحرملك في قصر السلطان عزيز سلطان الدولة الأيوبية،و وقع الفتى الفقير في حب جارته فسافر لبورسعيد ليكسب مايمكنه من الزواج بها،وقابلها ضابطًا في قصر الخديوي قبل أن ينفى ويظل متعلق بنجمها الذي أسماه الأبدي.
.أحببته وهو متزوج ولديه طفلين فابتعدت،أحبته وهي تعلم أنها ستموت قريبًا،رقصنا معًا على شدو دين مارتين،وبكينا على كنبة بيتنا الصيفي في القاهرة الكبرى عندما تذكرنا أهلنا
_القمر بدأ في الظهور،بدأت السماء تأخذ لونها،نحن بقعتان في فضاء أبدي ياصغيرتي.
.الأرض أمامنا وصغارنا ينتقلون من زمن لآخر يراسلون بعضهما.
_راقبي،نبض تبعث سلامها للقمر الآن.
.راقب ياعزيز،هاهي بدأت تكتب رسائلها إليك بأوقاتها العصيبة.
_هل تذكرين؟للأبد؟
.ستظل تحبني للأبد؟
_وحتى تحترق النجوم ،وحتى تفنى العوالم،حتى تتصادم الكواكب،وتذبل الشمس،وحتى ينطفئ القمر وتجف البحار والأنهار.
. فقط عند ذلك ربما أتوقف ربما.
-
نبضهبطت من السماء محاربة فاستقرت روحها في جوف إنسية تنازل بالقلم.