انين خافت يسري في أعماق " ليانا " و هي تدري جيدا استحالة أن يصل صوتها المبحوح الي بشر !
تصرخ ليانا من داخل روحها ا الأنينة و هي تبحث عن مغيث سواد مقبع خيم علي أرجاء القبر و هي تنظر إلي أجساد هامدة بلا حراك ! قد تغذت علي بقايهم الدود و لم يبق منها إلا الرفات !
تلمح عيناها تلك المخالب السوداء الحادة التي بقي آثارها علي رمال القبر و تركت بقايا معالم جريمتها ما افترسته من بقايا عظام بشرية و دماء تكسو أرجاء الموضع !
كتمت أنفاسها و هي تسمع خطي اقدام حيوانية شرسة للتواري أسفل الرمال !
كم كادت دقات قلبها أن تتوقف و هي تشعر باقتراب ذلك الكائن المتوحش عاد إلي ذكراها ما حدث منذ زمن
" ليانا "
اسمي ليانا قدمت الي المدينة المهجورة منذ زمن هروبا من صراعي مع الجنون الكل يتهمني بالخبال فاثرت الابتعاد و السفر إلي مدينة بعيدة !
هاجرت الي المغرب حيث الخضرة و الزرع كنت أضع السماعة في اذني حتي وصلت الطائرة اخيرا بعد رحلة مملة الي مطار مراكش
اوقفتي سيارة تاكسي طلبت من السائق أن يصطحبني الي الريف حيث السكينة و الأمان النفسي لاحظت أمر غريب ارجل السائق كانت ارجل ماعز !
انتابني رعب شديد و السايقغ يقود و انا أكاد اموت رعبا من قدميه بات صامتا طوال الطريق حتي وصل بي الي طريق مهجور و أوقف السيارة فجأة
" وصلنا يا آنسة تفضلي "
" وسط الصحراء هل انت مجنون "
" انت قيد حبس احتياطي و لن تغادري المنزل "
" عن ماذا تهذي يا هذا "
لم يعطني فرصة إذا بدأ بتلاوة بعض الطلاسم الغريبة ليسود هالة من الضباب أفقد معه وعيي و اذهب في عالم اخر
افقت لاجد نفسي داخل قبر ! قد يبدوا الأمر هذيانا و خبالا ظننت أن الهلاوس عادت لي و لكن ما هذا الكائن القابع عند القبر هذا ليس خبالا !
ابشع مخلوق رأيته في حياتي بغلة ذات ارجل ماعز و وجه مرعب و قرون حادة كانت تنظر لي بافتراس و أدركت وقتها نفاذ اجلي !
انتظار الموت اصعب من قدومه تلك الكاءن المرعب يأتي كل ليلة الي القبر و يتشمم انفاسي ثم ينهش العظام البشرية في رسالة تحذيرية لي ماذا سيفعل ذلك الوحش بي !
حدثت المعجزة حين سمعت أصوات بشرية تقترب مني انا اميز صوت اقدام البشر جيدا لكن مهلا كيف !
" حسن "
اسمي حسن اعيش في المغرب منذ صباي و منذ أن نمي عودي و انا اسمع قصص جدتي و امي عن بغلة القبور حتي أنني قررت أن أبحث عنها لانجري صدق القصة
يقال إن كثرة التفكير في شيء يجعلك تحلم به هذا ما حدث معي اتتني بغلة القبر في اسوء كوابيسي ! الجميع يتهمني بالجبن منذ تلك الحادثة التي ماتت فيها اختي أمام عيني
رفيقة دربي و توأمي اغتالها ذئب مفترس أمام عيناي كنت في التاسعة وقتها لم املك سوي الصراخ و الهرب و من يومها صرت بين شبان القرية جبان حاسبوني علي جريمة لم اقترفها و ماذا يتوقع من صبي في التاسعة !
اتاني البغلة في كوابسي مهلا هذا كابوس ام حقيقة لقد وجدت نفسي داخل قبر برفقة صبية حور في الجمال و قد صحبتني بغلة القبور إليها كانت تنظر لي برعب صرخت
" هي من أتت بكي "
" ذلك الكائن المفترس يتحكم بحياتنا "
" كيف لحور مثلك أن تنتهي حياتها وليمة لبغلة حقيرة "
" هل يمكن الهروب من المصائب "
" سنحاول أن نفعل شيئا انا من اجل اختي "
" و انا من أجل الا يتهمني أحدا بالخبال بعد اليوم "
" البغلة تأتي صباحا و مساءا فلا حل أمامنا سوي صيدها "
" كيف "
" سأضع لها بعض المخدر في العظام و نهرب بعدها "
" امل أن تنجح خطتنا "
" الله معنا هش لصمتي الان صوتها قادم سأضع المخدر "
تنظر الينا البغلة نظرة مرعبة و هي تقترب من العظام لتنهشها في مشهد مرعب سقطت معه البغلة فاقدة وعيها و هنا قررت انتهاز الفرصة التي سنحت لي لأكون البطل و الفارس النبيل
" ليانا تعالي معي فورا "
" انا قادمة الي اين نحن ذاهبون "
" سنخرج علي الطريق و نبحث عن أي مواصلات "
أمسكت يديها و انا أشعر بارتجاج قلبها و أخذنا تتسلق القبر كان الأمر صعبا إلا أنه كانت الفرصة الوحيدة خرجنا اخيرا علي قمة القبر كانت ليانا ترتعد من التعب و الحمي اشفقت عليها و صحبتها الي البئر القريب بدأت تتصبب عرقا و هي تغسل وجها و قد ابتلت جميع ثيابها و انا اراقب الطريق نظرت إليها مترقبا
" هل انتهيت ام مزيد "
" الحمد لله كنت متعبة جدا "
" هيا الان نتيجه الي الطريق "
" هل الطريق وعر "
" نعم "
" و لكني اطمئن لانك معي انتي ماوي و اماني "
شعرت باحمرار وجهي و ارتجاج قلبي علي هذه الثقة التي وضعتها الصبية بي هل صرت معشوقا لها و اهتز لها فؤادي "
" يسرني ذلك حبابة و الان هيا قبل أن تأتي البغلة "
صحبتها الي الطريق و انا أشعر بالقلق فاراها تنظر صوب عيناي مباشرة فأشعر انا بالأمان يا الله انا من استمددت من ذلك القلب الفؤاد !
بدأنا نجري علي الطريق هرولة قبل أن تعود البغاة حتي اوقفتنا سيارة أجرة نظر السائق لنا
" الي اين انتم ذاهبون "
" الي القرية "
" كما تريدون "
نظرت إلي عينيها فوجدت ظمأ و أمانا ركبنا السيارة و انا أشعر أن الأمر أصبح افضل كان القائد يقود بسرعة شديدة حتي أنني لم أشعر بالوقت الا و قد وصلنا القرية اصطحبت فتاتي الي امي و انا اقول لها
" امي لدينا ضيفة الليلة "
" حبيبتي اهلا بكي في وسط اهلك "
احتضنتها امي و هي تربت علي كتفيها قائلة
" انتي تشبهيني ابنتي الراحلة كثيرا "
" اعتبريها يا امي بنيتك و صغيرتك التي هواها فؤادي "
" و هل لي بفرحة انتظرها حين أزف إليها صبية عروسا "
" حبيبتي يا أماه ساكون تحت قدميكي "
" بل فوق راسي يا صغيرتي يا روح الفؤاد "
" بل انا من اضعك فوق راسي يا أماه شكرا يا أماه لانك اهديتني أعظم هدية في الكون "
لم اعرف بعد هذه اللحظة الا السعادة و بت فارس فرسان القرية الذي تغلب علي البغلة و لم يعد جبانا أما زوجتي فهي الان تنتظر مولودا ترعاها امي كابنتها بل مغزاها اجل مني و ما عدت اراكي يا بغلة القبر بكوابيسي "
" النهاية "
- 1
-
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
إلهة الأبجدية والإبداع
عزيزتي .. عزيزي.. منبر كلاود.. منبر جديد ., يسعدني أن أنشر به ويسعدني متابعتكم لكل المقالات به.. كما دعمتموني دومًا ادعموا ها الموقع العربي المؤثر .."بينما يتأوهون.. يسرقون.. يجيدون الفوتوشوب.. هاهاهاوحدي.. سر نبضه .. بهجته عبر الأكوان.. العوالم.. العصوروحده .. عشقي فاكسين..سموم شيخوخة قلوبكم الكاذبة..بلحظاته
الخلاص
الخلاصقصة قصيرةفي ليلة موحشة وفي إحدى القرى التي لا يكترث لمآسيها أحد وفي سنوات الحرب واليأس كان الليل يوشك أن يرحل بعد عناء طويل عندما سقط رأس الأم على صدر زوجها من التعب والإرهاق ، ثلاثة أيام بلياليها وهي تضع
وتوالت الذكريات
قصة قصيرة /وتوالت الذكريات بقلم:حسن غريب أحمدكاتب وناقد مصر__________________________________قالت له ذات يوم : ولدى لا تغادر .. أنت جسر البيت .. نظر إلى الأفواه الجائعة فى الخارج .. كانت حبات المطر ترسم شكلاً ما فوق النافذة .. المدفأة تصدر شخيراً مخيفاً
