التنمّر كتعريف بسيط هو التسلط والتهكم من قبل شخص أو عدة أشخاص موجه إلى شخص أو عدة أشخاص آخرين و لا يخلو من الإيذاء بشتى أنواعه سواء كان جسدي أو نفسي أو لفظي أو عائلي أو مدرسي ، إن التنمر ظاهرة إجتماعية منتشرة في جميع المجتمعات غربية كانت أو عربية ، ما يحدد مستواها هو أنه كلما زاد الوعي في مجتمع ما قلت نسبة التنمر فيه لأن الأفراد يصبحون بذلك أكثر إدراك بماهية الحقوق والواجبات وبالتالي سيتم التعامل مع التنمر بصفته ظاهرة لمعرفة نشأته وأسبابه المختلفة حسب الموقف وكيفية علاجه فيما بعد ، فضلاً عن ثقافة الآباء التي تنعكس على تربية أبنائهم.
حسب دراسة أجريتها مؤخراً أتضح أن 75% من الأشخاص يتعرضون للتنمر في مرحلة من مراحل حياتهم تحديداً ما بين 11 الى 15 سنة ، بينما 7% لا يعتقدون أن التنمر ظاهرة منتشرة ، و ذُكر أن أكثر أنواع التنمر انتشاراً هو التنمر المدرسي حيث كان بمعدل 41٪ و 18% من بين الناس لا يدركون المعنى الحقيقي للتنمر و 85% يعتقدون أنّ الطفل الذي يتعرض للتنمر من قبل والديه يصبح هو ايضاً متنمراً على غيره ، و 60% يعتقدون أنه لا يندرج تحت أسباب نفسية بحته.
و قد يكون إنتشار التنمر الجسدي عند الذكور أكثر منه عند الإناث بينما ينتشر بينهن التنمر اللفظي و العاطفي بنسبة أكبر.
يأتي دور الأسرة في توعية أطفالهم بالمرتبة الأولى يليه دور المجتمع ، هذين الدورين اللذان يكملان بعضهما البعض لا يمكن إغفالهما ، حيث أُقيم مشروع وطني للحد من التنمر يركز على التوعية بالمشكلة والإجراءات المتبعة حيالها في التعليم العام و قد عمل على عدة مراحل وتعاون مع عدة جهات من ضمن أهدافه أن يتم تدريب المرشدين الطلابيين والمرشدات الطلابيات على توعية الطلبة والطالبات وإعداد دليل مرجعي متكامل للتعامل مع مشكلة التنمر.
حالياً أرتفعت المعرفة بين الناس إلى 82% و هذه نسبة مبشرة إذا ما قورِنَت بسنة 2014 أما بالنسبة لعلاج هذه الظاهرة السلبية فهو يكمن في الالتفات الى الأسباب لضمان عدم تكرار السلوك هذا فيما يتعلق بالمتنمر ذاته ويجب العلم أن هناك علاقة قوية بين التنمر والإنتحار لأن الأشخاص الذين يقدمون على الإنتحار يعانون من المضايقات والتعرض للتنمر، لذلك يجب المحافظة على طريقة التعامل بين الآباء والأبناء لأنها هي التي تحدد شخصية الطفل منذ طفولته ، ختامًا ينبغي التذكير بخطورة ظاهرة التنمر و أن أي علاج لها لابد و أن يسبقه تشخيص دقيق للحالة أو الحالات المعنية ، قبل التدخل وفق استراتيجية واضحة المعالم.
-
نجّلاء .في كل مرةٍ أكتب، يُضيء مصباحًا بداخلي.
التعليقات
1) يرى شخصيته ( المتنمر ) أقوى من شخصية المتنمر عليه ( الواقع عليه الفعل )
2) أحد ما يمارس التنمر مع آخر فيدفع ذلك الآخر إلى التنمر على غيره ليفرغ حالة التنمر التى يتعرض لها فيشعر بأن غيره أقل منه وهذا الشعور دائما يرضيه فبالتبعية يستمر فى التنمر.
مقال أكثر من رائع شكرا لكى على طرح تلك المسألة المهمة .
بداية موفقة إن شاء الله .