رحلة معرفية جديدة انطلقت مع معهد الفضاء المدني كان هدفي فيها منذ البداية اكتساب معرفة بخصوص موضوع كنت اجهله أو لعل لي به معرفة سطحية الا وهو كما كنت اسميه جهالتاً مرض التوحد فهو حقيقة ليس بمرض. انطلقت أشغال الأسبوع الأول و هنا تعرفت على قصة إصرار أديسون الطفل المتوحد الذي أنار العالم بنور مصباحه، إذ ورغم بلوغي قدرا مهما في الدراسة الجامعية لم تعترضني هذه القصة و هنا تم التركيز على كلمات مفاتيح أتت من عند المشاركين على إثر مشاهدتهم لقصة أديسون لعلى أهمها أن الأم مدرسة فايمانها بطفلها هو الذي مكنه من النجاح رغم التصدي من المجتمع، وان الإصرار و العزيمة مفتاح النجاح وان عدم الاعتراف بالفشل هو أصل الفلاح.
وفي مرحلة أخرى تم تقديم تعريف منظمة الصحة العالمية للتوحد وهنا اختلفت الآراء و تباينت بين مؤيد للتعريف ورافض له. فالمؤيدين يقولون ان التوحد اضطراب نمائي لأنه و إلى اليوم لم يثبت له دواء ولا سبب
اما القائلين بأن التوحد مرض فهم ينسبون الاضطراب و حاجته الملحة للعلاج و المراقبة على أنه مرض و ليس مجرد اضطراب. ولاكنني أصبحت أُقر صراحةًً أن التوحد مجرد اضطراب و ان المتوحد له من القدرة في الإبداع ماليس للشخص الطبيعي. مازلنا نسير نحو دروب المعرفة و العلم حتى وصولنا للأسبوع الثاني من المساق و الذي تطرق إلى مهارة التواصل اللفظي، البصري و البدني لدى الطفل، هذا الأسبوع هو اسبوع تطبيقي بامتياز حيث اهتمت جل أنشطته بتدريبنا و تمكيننا من أنشطة و تمارين مختلفة يمكننا تطبيقها مع أطفالنا المصابين بطيف التوحد. من جملة هذه الأنشطة نجد مداعبة الأم لابنها و سؤالها له عن اسماء أجزاء بدنه و تكرار هذه العملية يوميا إلى جانب تشريك الطفل في بعض الأعمال المنزلية البسيطة بهدف تحسين قدراته البدنية و تحسين ثقته بنفسه و قدرته على التغيير في الأشياء من حوله هذا إلى جانب مشاركة نتائج مدى الاستجابة للتمرين مع باقي المشاركين لإثراء النقاش و تبادل الآراء والخبرات. في هذا الأسبوع أيضا تعرفنا على أهم 9 مؤشرات لإصابة الطفل باضطراب طيف التوحد في مرحلة مبكرة لعل أهمها عدم تبادل الابتسامة مع الوالدين عند مداعبته في سن الستة أشهر أو عدم تقليد الأصوات في مرحلة أخرى. استكمالا للمعارف المكتسبة انتقلنا للأسبوع الثالث و الذي إهتم بتمكين الطفل من بعض الأنشطة التي تنمي ذاته و تمكنه من التعويل على ذاته و الثقة بنفسه كالقيام بحاجياته اليومية بمفرده مثلا لبس قميصه، تنظيف أسنانه أو تسريح شعره. هذا وقد تعرفنا في هذا الأسبوع على الخدمات المقدمة من قبل مراكز التاطير و إدماج أطفال التوحد من جلسات الدعم النفسي الإرشاد و المتابعة و التي لم يكن لي دراية بانشطتها. مازلنا في ركب المعرفة مرورا بالأسبوع الرابع والذي تعرفنا من خلاله على أنشطة تساعدنا على تقييم الأداء العقلي الحسي و السمعي للطفل المتوحد. في الأسبوع الخامس اهتم المساق بالتركيز على خاصية مهمة لدى الأطفال لاكتساب مهارات جديدة الاوهي التقليد. فتمحورت الأنشطة في جعل الطفل يقلد صنيع وليه مثل تنشيف الصحون و ترتيب الفراش....ثم تطرقنا لدور الدولة في سن التشريعات الخاصة و القوانين اللازمة للعناية بطفل التوحد. وفي هذا الإطار تشابهت جل الآراء في إخلال دور الدولة بهذه الفئة ببلداننا العربية هذا إلى جانب النظرة الدونية لمجتمعاتنا تجاه الاختلاف.
في الأسبوع السادس ركز المساق على تطوير مهارة التواصل الاجتماعي للطفل من خلال تشريكه في الفعل و التواصل بدنيا و حسيا و الأشياء المحيطة به. كتبادل الكرة مع أقرانه.. هذا إلى جانب تعرفنا على أهم البرامج التعليمية لمراكز الإدماج مثل برنامج تيتش و برنامج لوفاس.
اما الأسبوع السابع فاهتم بالتدريب السلوكي للطفل و ذالك بمواصلة التمارين التطبيقية مع الطفل و كيفية التعامل مع الضغط و تحويله لعامل مساعد للإنسان وهنا اكتمل ادراكي أن تغيير المعلومة المتآتية إلى العقل البشري حول هذا الاضطراب يغير طريقة أداء و مردودية البدن تجاهه. فمثلا لو شخص ما عنده مرض خبيث و أخبرناه أن المرض الذي يحمله قاتل سرعان ما سيتاثر بدنه و يضعف بفعل تلك المعلومة. ولاكن لو أننا قلنا أن الإنسان أقوى من أي مرض إذ يمكنه التغلب عليه فهذا سيزيد من قوة البدن لأنه يتأثر بما يستثمره العقل. وهنا استطيع القول اننا في مجتمعاتنا العربية مازال أمامنا الكثير من الخطى لتقبل الآخر و التعامل معه على أنه ند وليس أدنى فنحن هم المتوحدون حقا.
-
Meriem Jaffeliانا الذي نظر الأعمى إلى أدبي و أسمعت كلماتي من به صمم