ربِّي ابنك يا سيدتي! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ربِّي ابنك يا سيدتي!

  نشر في 21 يوليوز 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

عزيزتي الأم الفاضلة

تحية طيبة وبعد،

اسمحي لي أن أؤكِّد لكِ أنكِ لم تُقدِّمي للبشرية إنجازاً ما عندما أنجبتِ (ذَكَراً)، فالله تعالى يقول: "يهَبُ لمن يشاءُ إناثاً ويهبُ لمن يشاء الذكور" فهي إرادته سبحانه ومشيئته،

الإنجاز الحقيقيّ عزيزتي هو أن تربِّي هذا الذكر ليكون رجُلاً بكل معنى الكلمة؛

رجلاً حكيم العقل، كبير القلب، يعرف مقتضيات الرجولة..

يعرف حقّ ربه أولاً؛ يلزم حدوده، ويعرف كيف يجاهد نفسَه وشهواته

يعرف كيف يعامل الضعيف، وكيف يعامل كلا بما يُناسبه

رجلاً لا يرى المرأة (عبداً) تابعاً يُؤمَر فيُطاع، ويُجلد فيتوب ويتأدّب!

رجلاً لايرى المرأة جسداً خاضعاً يستخدمه كيفما شاء، بل عقلاً وروحاً ونفساً رقيقة تحتاج رُقيَّاً في المعاملة،

يعرف أن (ضعفها) يقتضي منه احتواءها ورحمتها ومراعاة مشاعرها، ليس تسفيهها أو الاستقواء عليها

ربِّي ابنكِ سيدتي أرجوكِ ليكون لزوجته مثلما تمنيتِ أن يكون زوجكِ لكِ، ولأبنائه كما رغبتِ أن يكون زوجكِ لأبنائه، ربِّيه على ذلك مثلما تربِّينه على أن يُطيعكِ ويبرَّكِ ويبرَّ أباه

ربِّي ابنكِ سيدتي كما تربين ابنتكِ، فالتربية ليست للبنات فقط، والله سيُحاسب الاثنين: "وكُلُّهم آتيه يوم القيامة فردا"

ربِّيه ألا يظلم إن كنتِ تحبينه وامنعيه عن نار الآخرة كما تمنعيه عن نار الدنيا ف(الظلم ظلمات يوم القيامة)

ربِّيه أن يتقي الله في السرّ والعلن، رسِّخِي بقلبه أن ذنوب وأخطاء الآخرين ليست مبرّراً له ليُخطئ ويتجاوز ويُقلِّد

ومثلما جلستِ مع ابنتكِ وهي تخطو أولى خطواتها على أعتاب المراهقة لتحذريها من التجاوز مع الجنس الآخر؛ اجلسي معه وحذِّريه ونبهِّيه، أن الله لن يمنحه (تخفيضاً)  من ذنوبه لأنه ذكر

كما جلستِ مع ابنتكِ وهي عروس وعلَّمتِها كيف تُعامل زوجها، وتُطيعه، وترعى شؤون بيتها، اجلسي مع ابنكِ وعلِّميه كيف يكون زوجاً رحيماً هيِّناً ليِّناً، علِّميه أن رسول الله قال: (خيركم خيركم لأهله)، وقال: (اتقوا الله في النساء)، وأن في المأثور: (ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم)

علّميه -من فضلك- أن الرجولة ليست فقط في جَلْب المال وإنفاقه، فحتى النساء تستطيع ذلك

علِّميه أن الرجل هو عقل حكيم وقلب رحيم وخُلُق كريم، فقد تعبنا من نماذج الرجولة المشوَّهة يا سيدتي أرجوك.



  • 2

  • إيمان هاشم
    الكتابة عِشق، ونيس في الوحدة، دواء للعِلّة، نتح للآمال.. للآلام.. للجمال والخيال ولأنها والقراءة توأمان فهي الفن الذي تضمن _غالباً_ أن جمهورك فيه مثقفون حقاً
   نشر في 21 يوليوز 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا