منذ قرأتُ مواسم الورد لآلاء غنيم وطيف الرسول لا يفارقني، وحديثها عن وقع رؤيته في المنام ألهب فيّ الشوق لأراه أنا أيضًا. ولما لم يأذن الله بعد، بدأت أتصبّر بالقراءة عنه وعن صحبه رضوان الله عليهم . لأنني علي يقين أننا نخطو الخطوة بحسابات الدنيا، لكنّ الله ييسرها بحسابات السماء من حيث لا ندري ولا نحتسب.
كنت أتلمّس وصف الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم، ووقفت مطوّلًا عند وصف عليّ بن أبي طالب وأنس بن مالك له. استوقفتني كثيرًا دقة الوصف، واهتمامهما بأدق التفاصيل كشكل كعبه وأثر قدمه وكيفية تعجّبه وابتسامه صلوات ربي وسلامه عليه.
توقفت عند وصف عليّ عندما قال "لم أرَ قبله ولا بعده مثله" .. وقوله "كأنَّ العرق في وجهه اللؤلؤ الرطب"
ما أحبّ أحدٌ أحدًا كما أحبَّ أصحابُ محمدٍ محمدًا
وقد كان صلى الله عليه وسلم " أكحل العينين" كما يصفه أبو هريرة. ذكّرني هذا الوصف برفيقة لي، ما رأتني إلا وأسمعتني بيتَ الشعر القائل:
يا كحيلات العُيون بلا كُحل * يأ أيها الأمهات العذارى
تقولُ مُعللة دومًا "لأنكِ تُحبين قائله، كحيلة العينين ، وأمٌّ جدًا" .. أبتسم في ارتباكٍ عادةً لحديثٍ كهذا - وهو نادر الحمد لله- لكنه أبكاني هذه المرة.. ولا أكف أتساءل، هل تكتحل هاتان العينان برؤيته يوماً ما ؟ ..
كان أنس بن مالك يجلس مع بعض أصحابه، فسألوه أن يصف لهم النبي صلى الله عليه وسلم. فشرع يصفه لهم ولما بلغ وصف شعره الشريف، قال " هو كشعر قتاده" وكان قتادة أحد الجلوس في هذا المجلس، فبكي فرحًا لأنّ شعره يشبه شعر الرسول ..
فاللهم اجعل دموع قتادة ودموع كل المشتاقين لرؤية رسولك شافعة لهم يوم القيامة وارزقنا شربة من يده الشريفه يروي بها عطش أرواحنا لرؤيته ..
-
زهرة الوهيديأكتب... لأنني أحب الكتابة وأحب الكتابة... لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني وتُخيفني وأنا مولعةٌ بهـا” رضـوى عاشور :)