اعقروا الجمل، فإن فى بقائه فناء العرب!!
الجمل من الحيوانات الوادعة الطيبة المحببة إلى نفوس من يعرفها، فما بالك بنفوس أهل الصحراء والرمال الذين يرون فى الجمل سفينة حلهم وترحالهم.
وفوق الجمل كان هودج يحمل السيدة عائشة أم المؤمنين وحبيب رسول الله وبنت الصديق ومن قال فيها الرسول الكريم: خذوا دينكم عن هذه الحميراء.
وحول الجمل كان رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يذودون عن زوج رسول الله وأم المؤمنين بالنفس مقبلين غير مدبرين ومستبشرين غير قانتين.
مفردات ثلاث تمثل كل مفردة منها على حدة إحدى صور الجمال، ويمثل اجتماعهم صورة من أسمى صور الكمال.
فما بال على بن أبى طالب، ربيب النبى وزوج الزهراء وأبو الحسن والحسين وباب مدينة العلم – كما قال فيه الرسول -، ما باله يصرخ فى أصحابه جزعا فزعا – وهو يشير إلى الجمل بما عليه وما حوله – بتلك الصيحة الصارمة؟!
وكيف تختلط مفردات الجمال والكمال معا فتشكل راية للموت والهلاك؟ وكيف ينخدع الطيبون بنقاء مفرداتهم وصفائها فلا يتبينون هل جُمعت تلك المفردات على خيرٍ أم على شر، وهل أثمر جمعها الحياةَ أم الموت؟!
حين تغشاك رايةٌ للهلكة وأنت ترى صفاء مفرداتها، فإياك أن يُلتَبَسَ عليك، وتذكر أن المفردات التى أمامك لن تبلغ فى صفائها مقدار ما بلغته مفردات الجمل، وتذكر أنك لن تبلغ فى فقهك فى الدين وخوفك من الله وحرصك على الجماعة مقدار ما بلغه على بن أبى طالب، فلا تتردد ولا تتباطأ، وقم واعقر الجمل، فإن فى بقائه فناء العرب.