اوه كم كنت احب بداية العام
كان و لوقت طويل جدا يمثل بالنسبة لي نوعا من الخلاص،
كأنك تتصفح كتابا من الأوجاع، و للتو طويت صفحته الاخيرة
تتنفس الصعداء و ترتاح اخيرا من كل تلك الكوابيس
و دائما كنت اتمنى و اتوقع ان تحدث أعجوبة
و انتظرها بصبر و نشوة
حتى اذا مرت الايام اكتشفت انه مجرد عام اخر تغيرت ارقامه فقط و هذا هو التغيير الوحيد
لكن المعجزة ، الاعجوبة، الأمنية الاثيرة التي اسكبها بحماس على عتبة كل عام،
لا تتحقق ابدا مهما كانت،
و قد تكون امنية جديدة كل عام ، او ربما امضي اعواما انتظر امنية واحدة بعينها
و مهما صغرت او كبرت فانها لا تتحقق
و اتعامل في كل رأس سنة مع الخيبة بشكل مختلف
فمرة احتفل به و اخرى اتنمر عليه
و في هذا العام قررت ان استسلم،
لم يعد يهمني هذا العام و لا الاعوام التي تليه، و لا تلك التي تسبقه
لان الاماني اذا ارادت ان تتحقق لن تنتظرك في بداية العام و لا في وسطه و لا في نهايته
الاحلام قد تتحقق و انت تنظف المنزل او تغسل الصحون او ترتب الثياب او تدرس مواد الامتحان او تحضر الدكتواره او ترعى مريضا في المستشفى
الاحلام تتحقق عندما تريد او ربما يحين وقتها و ليس بالضرورة ان تناسب وقتك
و الاماني تتحقق عندما تفقد أهميتها بالنسبة لك
و تصبح بلا لون و لا طعم و لا رائحة و لا معنى
-
كاتبةJournalist, feminist and writer