ياسيدي
هذة الليلة وأنا أراقب ثواني عمري الهاربة وهي تواصل إنتحارها على عتبات غيابك
وهروبك من خارطة أيامي قررت أن
أحكي لك حكايتي الأخيرة..
استعيد تلك التفاصيل الصغيرة
عندما كنت بفرح طفلة أختال في اثوابي الملونة
أتقاسم معك شهد الكلام ..
وجنون اللحظات..
واخبيء لك الكثير من الحكايات التي لاتنتهي..
ربما كنت أحلم يوماً أن أكون شهرزاد لأحكي لك ألف حكاية وحكاية
ولكن الأحلام تخذلنا أحياناً فأنا شهرزاد التي خذلها حلمها
وأنت شهريار الذي لم يؤمن يوماً بالأحلام
أحمل دفتر حكاياتي العتيقة أنفض الغبار بثقة تمنيت لوأمتلكتها منذ زمن
لأنفض عن روحي وهم حبك..
أقلب الصفحات لم يبقى بها سوى حروفاً باهتة وكلماتاً مبهمة ..
لقد تبعثرت حكاياتي على دروب الغياب ولم يبقى لي سوى حكاية واحدة وليلة واحدة
ياسيدي
ولدت حكايتي في الشوارع الخلفية لقلبك حيث العتمة والسكون وذلك الصمت القاتل لم يشعر بوجودي أحد
ولم أشأ أن أوقظ مشاعرك أو أن أربك إحساسك بفيض مشاعري وذلك الشلال الجارف الذي يدفعني نحوك
أحببتك بصمت وفي كل ليلةأتسلل خلسة إلى مدينتك الغارقة في الغموض أجوب الطرقات أبحث عن مفتاح قلبك
الذي سيجعلني ملكة متوجة في مملكة حبك لقد حفظت كل الطرقات أثار خطواتي ونمت ألفة بيني وبين
تلك الفراشات التي تحوم حول شرفاتك المنيعة ...
ساقتني قدماي إلى شرفة بعيدة عن كل العيون
ولكنها قريبة من قلبك كنت أسترق النظر إليك فسكنت صورتك في أعماق روحي
مضت أيام كثيرة وأنا أحمل أحلامي الصغيرة وأهرب إليك لقد أخترعت لغة خاصة للتواصل بيني وبينك
بشوق فراشة حالمة صرت أحوم حول شرفتك تتوهج أجنحتي بألوان سحرية تشكل هالات ملونة مضيئة
تخترق كل الحواجز لتحيطك بالدفء وتبعث إليك رسائل عشقي وهيامي بك
تتساقط الحروف
ينطفئ ذلك البريق
تشيخ اللحظات ويذبل العمر وأنا أراقبك بصمت..
أعشقك بجنون ..
وبعد فوات الأوان
أدركت أني لم أكن سوى نقوشاً باهتة على الجدار المقابل لشرفة عمرك
بيدي أسدل الستار
أحتضن قلبي الذي أعياه الحرمان..
أحلق مع تلك الفراشات التي كانت تحوم حول
شرفتك المنسية وأحكي لها حكاية
كان ياما كان ..
فتاة عاشقة
تنتظر فارس الفرسان
حلمها بيت صغير وأمان
داهم الصبح أحلام الجميلة
فتلاشى كل شيء
مثل خيط من دخان..
فاطمة النعيمي. ❤
-
Fatma Alnoaimiروح حالمة ابحث عن فضاء انثر فيه كلمات تستعصي على الكتمان
التعليقات
ادهشتني ..دام نبضك