كل صباح تستيقظ كالعادة ، تنظر لنفسك في المرآة ، لكن حين نظرت اليوم اتسعت حدقتا عيناك من فرط الدهشة ، وفاهك فاغر من هول الصدمة ، وعندما انتبهت وتحرر لسانك من قيوده ، سألت نفسك على الفور من هذا ؟ ، أيمكن أن تكون أنت ... أنت ولكنك لست أنت ؟! ، أيعقل هذا ! . وكيف لم تنتبه لنفسك من قبل ، حتى جاء اليوم الذي اصبحت فيه غريبًا عنك ! .
منذ الصغر وأنت تفعل ما يقال لك دون نقاش ، تدرس مجال لا رغبة لك فيه بل تحقيقاً لرغبة الأهل . تعمل الآن في وظيفة لا تحبها ، قد تتزوج أو تكون بالفعل تزوجت بشخص لا تحبه . طوال عمرك تعيش حياة ليست لك بل تصلح لشخص آخر غيرك تماماً . فقدت ومازلت تفقد مع كل يوم يمر بعضاً منك ، ضحكتك التي كانت كالشمس تضيئ وتنشر البهجة في كل مكان حين كنت صغيراً... قد انطفأت الآن ، البريق الذي كان يشع من عيناك... خبت ، روحك الجميلة التي كانت مسار اعجاب تشوهت ، لم يتبقى منك اليوم غير شبح لشخص من الماضي ويسكن نفس الجسد ، خاوي ، ومظلم ، مكبل بقيود الحياة التي أُجبر عليها ، والعمر لا يتوقف أو يستريح قليلاً بل يمضي ، لا يلتفت خلفه ولا ينتظر أحد .
كثيراً ما قدمت تنازلات على حساب نفسك ، توقف الآن ، كفاك ما ضاع منك ، يمكنك أن تغير نمط الحياة التي تعيشها الآن . أفعل كل ما تحب ، حاول أن تستعيد بعضاً منك قدر الإمكان . أن تكون أنت .. أنت ، لا كما يريد الآخرون ، لا تستسلم ، استيقظ في الوقت المناسب لتبدأ عملية التغير وإنقاذ ما تبقى منك . لا تهتم لرأي الآخرين ، سوف يمطرونك بكلام سلبي حتى يثبطونك ويثنون عزيمتك إلى أن يصيبك الأحباط ، يريدونك مثلهم تدور في نفس الدائرة بلا توقف ، تستنزف ما تبقى منك ، لا تعيرهم اهتمامك ، ابتعد عنهم إن لزم الأمر . انطلق بكل ثقة ، لا يهم إن تعثرت في البداية ، استمر في شق طريقك الجديد ، اصنع نمطك الخاص ، ليس لمجرد أن تعيش بل لتحيا حياة تليق بك .
ربما معظم من حولك لن يفهموك ، وقد يتسائلون لماذا تفعل ذلك أو ما الذي تفعله ، لا يهم ، المهم أن تعود من غربتك لتملئ هذا الجسد الخاوي وتمحو ظلمته ، افتح نوافذك الداخلية كلها ، دع النور يدخل ، ولسوف تتذوق متعة اكتشافك لنفسك من جديد ، ليس هناك أروع من أن تكون أنت .. أنت .. لا أحد سواك .