The Power of Failure - قوة الفشل
مراجعة : عمرو ياسر الرحماني
نشر في 03 ماي 2022 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لقد تعود الإنسان على طريقة تقليدية معروفة للنجاح وهي العمل حتى الوصول للهدف بشرط أن يكون هذا العمل مثالي وخالي من الأخطاء و هذه الطريقة تقدّر النجاح بشكل مطلق أكثر من فكرة التعلم في أثناء الرحلة حتى الوصول للنجاح وهذا ما يدور حوله كتاب اليوم.
ف موعدنا اليوم وكتاب :
قوة الفشل
The power of failure
من قبل الكاتب :
Charles C. Manz
والذي صدر شهر مايو عام ٢٠٠٢ بعدد ١٧٢ صفحة
وكما بدأنا بالحديث عن النجاح المطلق الذي يعتمد على منظور أن الفشل عكس النجاح !
ماذا أليس الفشل عكس النجاح ؟
وجه نظر الكاتب أن الفشل ما هو إلا خطوة داخل منظومة النجاح المتكاملة التي تحمل عديد الاساسيات منها أهمية التطور على المستوى الفردي ، وهذا التطور يعني اكتساب مهارات وخبرات جديدة ،
إذن كيف نحصل على هذه الخبرات بدون الدخول في مجالات و ميادين مختلفة أو غير مألوفة بالنسبة إليك !
ودخول مجال لا تمتلك فيه الخبرة الكافية يعني أنك تحتاج إلى محاولات عديدة و تجارب وبالتالي زيادة احتمال الفشل بعدد لا محدود يتناسب طرديا مع زيادة المحاولات ، وهنا تكمن الفكرة ، ف كل محاولة فاشلة تحمل معها مهارة وأفكار جديدة ، لذلك فإن توقُّع السير في طريق النجاح بدون المرور بعوائِق مستمرة هو اعتقاد خاطئ بل سلبي ، لأن احتمالية النجاح المستمر يعني الرضا عن الذات و الوقوف عند حد معين .
*مفهوم الفشل
نحتاج إلى إعادة تعريف الفشل من أنه نتيجة نهائية وحتمية تشير إلى العجز أو عدم الكفاءة لتنفيذ المهمة ، إلى أنه نتيجة لحظية تعكس وجود عائق جديد يعطي فرصة للتفكير الإبداعي والتطور.
ف مثلا إذا دخلت الصالة الرياضية لأول مره منذ مدة طويلة وشعرت بالتعب والإعياء وتوقفت قبل إكمال التمرين ، إذا طبقنا التعريف القديم للفشل ف هنا أنت لا تملك الإمكانية لممارسة الرياضة وجسدك غير مناسب لهذا وبالتالي لن تذهب مره أخرى ، أما نظرة التعريف الجديد تقول أنك لم تلائم الواقع مع خيالك الشخصي وعليك مقاربة كلاهما بالتعلم .
الأمر أشبه بسلسلة من الألغاز مطلوب حلها للعبور ، ومع كل لغز تعبر منه تحتاج إلى استخدام أفكار واكتسابها أيضا حتى تصل للهدف.
ف مع مثال التمارين الرياضية قد تحتاج إلى اختيار تمارين مناسبة في البداية وعدم مقارنة وضعك الحالي مع الذين يمارسون الرياضة منذ مدة.
وقد تطرق الكاتب إلى نقطة مهمة في مضمون طريق النجاح ألا وهي الصبر في الرحلة التي قد تطول كثيرا حاملة للعديد من الخيبات حتى تصل إلى التعلم والخبرة في مجالك وأقتبس هنا تعبير الكاتب أن :
"الفجوة الفعلية بين مرحلتَي الرؤية والتنفيذ هي الصبر"
و يظن الكاتب هنا أن مرحلة الرؤية وإيجاد الأفكار مليئة بالحماس وعند التنفيذ وظهور نتائج ناجحة يكون أكبر دافع للإستمرار ، والصبر هو نقطة الربط المفصلية بينهما لكن هناك مرحلة مفصلية بينهما.
*العجز الكاذب
وتحدث الكاتب عن هذه الدائرة والتي يظن الشخص فيها أنه غير كُفْء مما يمنعه من تجربة نشاط جديد بحجة الخوف من الفشل أو التكبر على الفكرة أصلاً ، و مع مرور الوقت تصل إلى ما يسمى بالتفكير المحدود ، فهو أشبه بعضلات الجسم التي لا تتعرض للحركة كي تكبر ف كيف لعقلك أن يتطور بدون التجارب ولذلك فهي دائرة صحية من التجربة ثم الفشل ثم الاستفادة ثم فشل آخر واستفادة ثم نجاح.
بدأ الكاتب المقدمة بمثل فرنسي يقول :
" من لا يفعل شئ على الاطلاق هو وحدة من لا يخطئ "
وبالفعل بعد أن تنتهي من قراءة الكتاب ستجد أنه أنسب ملخص لوجهة النظر المطروحة فيه بل لفكرة الكتاب ككل .
الكتاب مليئ باقتباسات وآراء ناجحين معاصرين لكسر الصورة الذهنية لكلمة الفشل وعن فائدة المعاناة لضمان النجاح طويل المدى.
أفضل مثال استخدمه الكاتب هنا هو عن مصور شاهد فراشة تصارع للخروج من الشرنقة وظلت هكذا بحركات سريعة و بتقدم جزئي حتى توقفت لبعض الوقت ، فقرر أن يساعدها وثقب الشرنقة فخرجت بكل سهولة ولكن !خرجت بأجنحة ضعيفة غير قادرة على الطيران ، ومن هنا استنتج أن الصراع الذي تقوم به الفراشة من أجل أن تنبثق من شرنقتِها ما هو إلا عملية طبيعية لتقوية الفراشة قبل الخروج للطبيعة.
في النهاية الكتاب يستخدم لغة بسيطة وأسلوب مناسب لإيصال الفكرة ويستحق القراءة .
دمتم بخير
رابط تحميل الكتاب نسخة مترجمة