في ساعات الليل المتأخرة ،أطلقت زغرودة من أم شهيد صابرة في وسط أجواء منزل يعج بقوات الإحتلال في وسط عملية مداهمة بمنزلها قهرا لسياسته الظالمة.
في تلك الليلة ، عندما سمعت خبر استشهاد ابنها ضياء التلاحمة من سكان قرية خرسا جنوب الخليل..هذا البطل المغوار الذي ضحى بدمائه من أجل الوطن والحرية ...هذا الشاب الفلسطيني الذي عاش في أسرة دينية ووطنية ....هذا الرجل المقدام الذي حقق أسمى حلم يتمناه كل إنسان فلسطيني عرف قيمة الحرية ...هذا المناضل طالب العلم في سبيل الله ،حصل على الثانوية العامة فرع العلمي...بعد تفوقه قرر الدراسة في جامعة القدس ابو ديس تخصص علم حاسوب ....انسان حالم مثابر...لقد كان يقوم بعمله بجد واجتهاد كباقي شباب الوطن .
كان يذهب إلى جامعته ليعيش مع أصدقاءه ليعيشو في سكن كالعائلةالواحد وفي الإجازة يعود إلى بيته الحنين .
في فترة من فترات الإجازة التي كانت بتاريخ 22.9.2015 ، عاد إلى بيته كالمعتاد، وسلم على أمه وأخوته....في ذلك الوقت كانت أمه مشغولة بعصر العنب لصناعة الدبس الخليلي.
استأذن هذا الإنسان المغامر والدته وودعها أشد وأحر وداع..لكن سألته عن سبب هذا الوداع، فأجابها بفكاهة فقط مجرد اشتياق لا أكثر ،وقال أيضا أنه يريد الذهاب لنادي رياضي في دورا -قرية من قرى الخليل-
وبعد ساعة على الأكثر سمعت العائلة عن استشهاد شاب على مفرق خرسا محاولا تفجير قنبلة يدوية في دورية من دوريات جيش الاحتلال،لكنهم لم يعرفوا هويته بعد ،شعرت الأم في غصة في قلبها ولم يرد في بالها إلا لحظة الوداع الحار الذي ودعه اياها ضياء ،واسرعت على سطح المنزل لترى من هذا الشهيد،لكنها لم تستطع أن ترى لأن المكان كان فيه مكعبات اسمنتية ،وكانت هناك مناورات بين قوات الإحتلال الإسرائيلي والمقاومين الفلسطينيين .
فبعد ما يقارب الساعتين ،جاء ابنها الأكبر عمر ليخبرها ان هناك احتمال أن يكون المستالمستشهد ضياء ،لكنها بقيت متمسكة بخيط من الأمل أنه ليس هو ،على الرغم من أن داخلها كان متأكد انه هو .
كان المنزل يعج بنوبة من الحزن والأسى والخوف..هذا البيت الذي كان ككأس من السعادة أصبح وكأنه مكسور إلى شظايا ،ابتسمت أمه وقالت :حتى لو كان ضياء احنا لازم نفرح ونعملو عرس ،هو في أحلى من الشهادة؟
بعد الساعة العاشرة مساء قامت قوات الإحتلال باقتحام المنزل، ومع ساعات طويلة من التفتيش والتحقيق،اخذت والده الى احدى غرف المنزل وقامت بإحضار صور الشهيد للتعرف على هويته ،وتعرف عليه انه ضياء البطل المغوار ،وعندما سمعت أمه أنه هو قامت بزغرودة عمت كل أرجاء البيت ...ذلك الرجل المناضل الذي عاش 21 عاما قضاها في طاعة الله، وحلم ساميحققه بكل فخر ،ذاك الرجل الذي عم خبره في جميع أنحاء الوطن،وبقيت وما زالت ذكراه محفورة في الصدور ،ادام الله رجال أمتنا بخير يدافعون عن وطننا بكل شرف وكرامة.
لابد من بعد كل ظلام بزوغ فجر جديد ،فيه آمال تبدؤ تخط طريقها بالنقابة والاجتهاد والإصرار..فلسطين حرة في قلوبنا وستبقى كذلك ما دام فينا الخير.
هذه قصة حقيقية رأيتها بعيني... هذه احدى صور معانات شعبي.
أسماء حروب
-
Asmaa Hroubادرس لغة انجليزية. عاشقة للغة الأم( اللغة العربية ).