مستقبل العلاج ببكتيريا الأحشاء

تأليف: ريتش هاردي

ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو

بدأت دراسة جديدة في كينجز كوليدج في لندن لإيجاد قاعدة بيانات شاملة للمركبات المتنوعة التي تنتجها الأنواع العديدة من البكتيريا

التي تسكن في الأحشاء

يقترح البحاثة أن دراسة مكونات هذه المركبات في الفضلات البشرية ستوفر صورة دقيقة للميكربيوم يمكن توليدها لتوفير العلاج المستقبلي لمحاربة حالات مثل السمنة وداء السكري

تسعى معظم العلاجات التقليدية من خلال تحوير صحة الأحشاء وتركز على البريبيوتيك أو البروبيوتيك. والبريبيوتيك هي الأطعمة أو المركبات المستهلكة التي تساعد على نمو أنواع محددة من بكتيريا الأحشاء بينما تكون البروبيوتيك كائنات حية دقيقة تستهلك لفوائدها الصحية المعروفة

وظهر مؤخراً مفهوم جديد يوفر طريقة أفضل لتمكين صحة الأحشاء وهو البوستبيوتيك

والبوستبيوتيك هي المخلفات الإستقلابية التي تنتجها البكتيريا في أحشائنا. وقد تؤثر هذه المواد البيوحيوية على مجال واسع من العمليات الفيزيولوجية في أحشاءنا

يمكن تتبع البوستبيوتيك في براز المريض وتسمى هذه البصمة البيولوجية ميتابولم البراز

بدأ البحث في كينج كوليج بلندن بجمع عينات براز من 500 توأم. وقامت الدراسة بقياس مستوى 800 مادة بيوحيوية مختلفة موجودة في البراز وتنتجها أنواع مختلفة من ميكروبات الأحشاء. وعثروا على إشارات كيماوية مهمة تعزى لكمية دهون البطن التي يحملها المريض. يستطيع البحاثة كسب منظور مهم من خلال تطبيق التجربة على التوائم وتبيان أن بكتيريا الأحشاء يتم توجيهها إما عبر المورثات أو العوامل البيئية مثل نوع النظام الغذائي

بينت الدراسة أن أقل من 20% من النشاط الكيماوي في بكتيريا الأحشاء يعزى للمورثات بينما ينسب 67.7% للعوامل البيئية. مما يقترح أنه يمكن تحوير الميكروبيوم البشري عبر عوامل مثل النظام الغذائي

شملت إحدى أجزاء الدراسة الأساسية بناء قاعدة بيانات ميتابولم للأحشاء تساعد على ربط مركبات بوستبيوتيك مع بكتيريا محددة. وسوف يساعد ذلك البحاثة في المستقبل على فهم أفضل لآلية توليد نتائج صحية محددة في بيئات بكتيرية معينة

وثمة سيناريو مستقبلي أكثر إثارة يتمثل في علاج مركز على البوستبيوتيك حيث نستطيع تحديد المركب الكيماوي الضروري الذي تنتجه ميكروبات محددة وإضافته إلى أطعمتنا بدلاً من تحوير كامل الكتلة الحيوية في أحشاء المريض

وفي دراسة سابقة قام الفريق بتجميع هذه الطريقة الجديدة لفهم البوستبيوتيك ودرس فعالية متممات الأوميغا 3 ولماذا لا تبدي ذات الأثر في كافة الأفراد. واكتشفت الدراسة أن الأوميغا 3 مركب مفيد يولد آثاراً مقاومة للالتهابات في الجسم وتولد بعض تلك الآثار عند استهلاك بعض بكتيريا الأحشاء له لتوليد مركب يدعى ن كارباميل جلوتاميت

ولكن بعض الأفراد لا يملكون الكمية الكافية من الميكروبات في احشائهم لإنتاج هذا المركب وبالتالي لا يحصلون على الفائدة الكاملة من متممات الأميغا 3 أو الأطعمة الحاوية عليها. ويعتبر الكارباميل جلوتاميت بوستبيوتيك لإنه منتج كيماوي من النشاط البكتيري في الأحشاء.

ماذا عن فكرة المراحيض الذكية؟

يقول السيناريو المستقبلي الذي وضعه البحاثة أنه يمكن إنتاج مراحيض ذكية أو ورق حمام ذكي يقدم سناب شات للبروفايل البوستبيوتيك في البراز ويحدد المواد الكيماوية المستقلبة والمنتجة في ميكروبيوم الأحشاء

حيث يستطيع خبراء التغذية على سبيل المثال فهم جدوى تقديم الأوميغا 3 لمريض ما والتوصيات الغذائية المحتملة للمساعدة في نمو كميات محددة من البكتيريا المفقودة

يقدم هذا النوع من الأبحاث منظورا جديدا لالية كسب آثار صحية ايجابية من الكميات المعقدة من البكتيريا التي تسكن أحشائنا

وتدفع هذه الدراسة للبوستبيوتيك الأمور خطوة إضافية إلى الأمام تتجاوز فحص بكتيريا الأحشاء. وتقترح ،بدلا عن توفير كائنات حية دقيقة لتحوير الكتلة الحيوية، النظر إلى المركبات التي تنتجها تلك الميكروبات واستخدامها في العلاجات المستقبلية

المصدر:

NEW ATLAS

How postbiotics and smart toilets could be the future of gut bacteria treatment

Rich Hardy

May 30, 2018