وطن يسكن فينا.. كيف ..؟! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

وطن يسكن فينا.. كيف ..؟!

قصة مؤلمة عن محاولة إنقاذ مريض من الموت

  نشر في 03 أبريل 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

تريد أن تشعر بقيمة الانسان.. إذهب الي أية مستشفي..لا أستثني مستشفيات الحكومة ولا الخاصة ولا الاستثمارية ..فالانسان فيها إما مجرد كائن لاقيمة له بعد أن أذله المرض ..وإما بشر ينفق بلا حساب من أجل أن يجد الاحترام والعناية والاهتمام بصحته وإنسانيته..وعندما تمرض أو يضعك حظك العاثر ملازما لمريض من عائلتك..فلابد أن تعيش أحزنا بلا جدوي ودمعة سدي ..وأملا تحلم أن يتحقق في وطنك ..بعد أن تختزن ذاكرتك مشاهد لاتنسي ولو بعد حين

&&&

نظافة المكان والهدوء والبالطوالابيض أو الاخضر علي أجساد الأطباء والممرضين والممرضات,, والابتسامه ورائحة الأدوية والمطهرات يشعرك كل ذلك بأنك ستجد رعاية صحية فائقة ..ولكنك تكتشف بعد لحظات أن كل ذلك يمكن أن يختفي اذا لم تكن غنيا ..يهرول الجميع من حولك لنقل المريض وإجراء التحاليل.. ويأتي الطبيب الانيق بنظارته اللامعة ويكتب تقريره وبلهجة مقلقة يقول لك لابد من حجز المريض لان حالته خطرة .. (جلطة( ولابد من الاسراع ويأتي من يخبرك بان تدفع عشرين ألف جنيه الان لنقل المريض الي العناية المركزة ..المبلغ تحت الحساب حتي يقرر الاطباء هل تجري جراحة أم أشياء أخري ..وفي كل الحالات عليك ان تتحسس جيبك وتحسب مدخراتك لأنك ستدفع اضعاف هذا المبلغ ..واذا كانت أحوالك المالية لاتسمح ويظهر حزنك الشديد ونظرات اليأس بعينيك.. يخبرك أحدهم بأن تكتفي بالفحص الذي تم والعلاج السريع.. وتدفع تكاليف ماتم وهو بالمئات ..وأن تحمل مريضك لوضعه بالعناية الفائقة بمستشفى حكومى والله معك ولامفر من قضاء الله إلا الي قضائه عز وجل

&&&

تخرج من المستشفي الخاص وانت تلعن الدنيا كلها.. والظروف التي وضعتك هكذا بعد أن ضيعت عمرك في العمل بإخلاص من اجل الوطن.. وحين تقع لاتجد من يقف معك لتواجه مصاريف العلاج القاتلة ..لامفر إذن من الذهاب الي مستشفيات الدولة وساعتها تتذكر الاشعار التي طالما تغنيت بها في حب الوطن.. وكلمة الباباشنوده الشهيرة عن الوطن الذي يسكن فينا وليس فقط نسكن نحن فيه ..ويقتلك السؤال كيف يسكن فينا ونحن لانقدر علي تكاليف العلاج فيه

.تدخل مستشفي التأمين الصحي وهي بالمناسبة افضل عشرات المرات من مستشفيات حكومية أخري.. وأفضل مئات المرات من أشباه مستشفيان في مختلف المحافظات والقري والنجوع المنسية من خارطة إهتمام الحكومة ..وتكون المفاجأة القاتلة التي يقولها لك الجميع إبتداء من الممرض في الطوارئ أو في الاستقبال الي الاطباء الذين يهزون رؤؤسهم في حسرة وعم يقولون: لايوجد سرير) فاضي( ..ويقول لك مدير المستشفي عندما تصل اليه شاكيا ماذا افعل هذه مشكلة عامه بكل المستشفيات ويخرج لك أوراقا تحت يده بحالات تسبقك .. وكلها في الإستقبال تنتظر سريرا لتدخل العناية الفائقة

..وقبل أن تصيبك خيبة الأمل والحسرة تسأله: ماذا نفعل بمريض يعاني من جلطة بالمخ ؟

فيهز راسه في حسرة قائلا: لا أعرف ليس أمامنا غير الانتظار حتي تخرج حالة فنستبدلها باخري من قائمة الانتظار

..فتسأله يائسا والجلطة يادكتور؟؟

..فيقول: الاطباء يجرون الفحوص والتحاليل اللازمة وبعد ذلك نبدأ العلاج والمريض علي الكرسي بالاستقبال وربنا يسهل ويتوفر سرير

..وتسأل : هذه جلطة مخ يادكتور لو مرعليها الوقت اكثرمن ٦ ساعات سينتهى كل شئ

فيجيبك اجابة واحدة تتردد طوال اليوم لكل الحالات المشابه: ماذا افعل سوف نرسل لكل المستشفيات نسأل عن أماكن أو أسرة خالية>> ولكنها مشكلة عامة. وربنا>> يسهل إن شاء الله سنجد حلا

.. الوقت يمر والحالة تزداد سوء ا. وكل في فلك يسبحون. لا ـحد معك الا الله سبحانه وتعالي ..الذي ينقذك في آخر لحظة.. فقد خرج أحد المرض موفرا سريره وخرج آخر بعد فترة أخرى.. وجاء الدور علينا بعد أن تجمدت الدماء في عروقنا ويئسنا من هذا الوطن الذي يسكننا والذي لايوفر لنا العلاج الا بشق الانفس

&&&

يجلس الأطباء في غرفة بعضهم يقرأ مرجعا بالإنجليزية وآخر يعبث بتليفونه السمارت .. وأخري تنظر إلينا في حزن>> ورابع تعب من تكرار الكلام وهو يشرح لأقارب المرضي أنه يبذل جهده لعلاج المريض في حدود الامكانيات المتاحة بالمستشفي ..لم أتحدث الي أي منهم وخرجت أتحسس صدري لاشعر بالوطن الذي أسكن فيه ويسكنني ..ولسان حالي ينطق بالدعاء علي هؤلا الذين نهبوا ثروات هذا الوطن وتركوا الغالبية العظمي من شعبه فريسة المرض ..

وأتساءل: لماذا لاتنطلق حملة قومية لدعم مستشفيات الدولة?

إفرضوا رسما أو ضريبة علي القادرين وأفتحوا باب التبرعات لجمع ملاين الجنيهات لبناء مستشفيات تعالج الناس بأجر رمزي ..أي مواطن يزداد حبه لوطنه اذا ذهب للعلاج في اي وقت ومن أي مرض بمبلغ في مقدوره ان يدفعه ؟

عشرة جنيهات للكشف بدلا من جنيه. والمهم ان يكون واثقا من ان الجراحة او العلاج الشامل لن يكلفه الا اقل من الف جنيه وفي الحالات الفقيرة لايدفع هذا المبلغ. انه التكافل الاجتماعي الذي يشعرنا بأننا نعيش في وطن يسكننا



   نشر في 03 أبريل 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا