ما إن سمعت مؤخرآ بوفاة بوب ساقت أو كما يسمى (داني تانر) في full house، إلا واجتاحتني رغبة غامرة في الكتابة عنه وعن مشاعري تجاه مسلسله الشهير. كيف لا وقد عشنا طفولتنا ونحن نسمر أمام الشاشة نتابعه وقد شاهدنا أغلب مواسمه (8 مواسم). في كل موسم كان جديد ينضم فرد جديد لتلك العائلة التي لاتزال تكبر شيئا فشيئا، لينتابنا شعور رائع وكأن فردا جديدا قد جاء لعائلتنا.
لم يكن فيه أبطال خارقون أو قوى سحرية، أو حتى مخلوقات فضائية، كل ما هنالك أنها كانت عائلة طبييعية بسيطة تمارس يومياتها بعفوية. ومع بساطة ذلك إلا انها قد بهرت المئات من الملايين حول العالم وأخذت بلب عقولهم. ليزداد يقيني شيئا فشيئآ بأن البساطة على ماتبدوا سطحيتها إلا أنها كانت ولاتزال أملا للكثيرين وغاية لكل حالم وأمنية لكل روح.
لم يكن مسلسلا بل لقد كان أشبه بالحياة الواقعية، يفرحون مرة ويحزنون مرة أخرى، لم يخلوا من المشاكل والمشاجرات بينهم لربما أرادوا أن يوصلوا رسالة ما بأن الحياة مهما كانت تبدوا سعيدة إلا أنه سيتخللها أحزان وآلام ومشاكل في فترات منها.
كان اسم المسلسل full house (المنزل المزدحم) يرن في قلبي دائما كان ولا يزال أحد أحلامي في الحياة منزل مزدحم. مزدحم بأحلام أصحابه وآمالهم، يشع نوره بالحياة ويتنفس من هوائها النقي.
"هذا العالم الكبير يربكني"
تلك كانت من كلمات أغنية البداية. حينما أتفكر بها أجدها تصف العالم كما أراه، كلما أدركت أني وصلت للحقيقة وعرفت حقيقة العالم تراءت لي أمور أعادتني لنقطة البداية. وإذا جلت ببصري نحو المصادفات في حياتي أجد العالم حقا كما وصفوه مربكا جدآ..
إن كان من شيء ما بخاطري لهم فهو شكرآ، شكرآ لأنكم منحتمونا ذكريات جميلة لازلنا نشعر بأثرها في أرواحنا حتى بعد مضي كل تلك السنين. مهما كبُر الإنسان يظلّ بداخله طاقة طفل تجعله ينظر للتفاصيل البسيطة بعين الدهشة، وللذكريات الجميلة بعين الحنية والأمان.
نعم كبرنا .. نعم كبرنا !
ولكننا نعشق الطفولة ونتمنى بـ أن يعود بنا الزمن إليها
أطفالآ كنا وأطفالآ لازلنا،
عقولنا تكبر لكن نفوسنا لازالت صغيرة،
ذكريات تجتاح أمام اعيننا وتحز في انفسنا أيام طفولتنا
ألا ليتنا كنا صغارا نلهوا ونلعب لكن قدر الحياة بان نكبر ونعيش.
-
ابراهيمخواطر ليس إلا...