انهياراتٌ تُكيد..
هيام فؤاد ضمرة..
2/4/2018م..
فلسطينُ الألمْ بعد ارتِطامِ موجِ الغدرِ بالعَدم
وارتِحَالِ عزِّ العُروبَة بأعقابِ حِطين
ولوثةُ الغِيابِ في صَهيلِ الندَم
يا شعباً بلا وطنٍ تكالبتْ عليهِ كُلُّ الأمَم
ويا وطناً زيِّفتْ هَوِيَّتَهُ
ففقدَ أركَانَ الحَياةِ بأشدِّ الألم
وأعرَضَ عَنهُ الشقيقُ والقريبُ
وسَاوَرتهُ أنكَادٌ مَأسَاوِيِّةٌ
يُغَالبُها فِعلُ اللِئامِ في جَسّدِ الكَرَم
أينَ مِنكَ يا وَطناً سَليباً سُوريا الذَبيحة
أينَ مِنكَ انهيارُ مَفارِزُ العُرُوبةِ
فبئسَ زمنٍ يُلطِّخُ الوَجهُ بذلِ الأسية
أينَ مِنكَ العِراقُ الأبيَّة
وانهياراتِها والقُبُور المَجانية
هو بحرُ تيهٍ يَتلاطَمُ مَوْجَهُ
ويَفيضُ بكُلِّ الأركان مَذابِحٌ عَتِيِّة
هو للمَوْتِ سُوقٌ تتنادَى لهُ أصواتُ الغُرَبَاءِ
تدعُو للفَوْضَى أمة، لإثارَةِ رَبيعٍ مُحترقٍ
وتدعو كلَّ كائدٍ تمَزَّقتْ بكفِهِ شرايينُ الإنسانية
والمُتَسَوِّقونَ يَترَدُّونَ في الخَسَارَةِ
كرايةٍ أصابَها النوى فتمزقت اهْتَراءاً
كجُدرَانٍ عَاجِزةٍ انهَارَتْ مُنذُ عَصرِ الأموية
موتٌ بطيءٌ بيْنَ المَسَافاتِ
وهوالِكُ ذُعرٍ مَكينٍ
وتيهٍ في غَيْهَبِ كلِّ المُسْتَغفِلات
يُدفَنُ فيه الحيُّ وتهْوي لهُ أرواحُ الأشقياء
لتقومَ قائمةُ قيامةٍ.. في قيامِها هَلاكُ البشرية
فيا عَالَماً نَبَتَ فيهِ الجَاهِلُون
فصَارُوا للمُلكِ قادةً
وصارُوا بأنيابِ الذِئابِ بالجَاهِلِية يَقطرُونَ
يتسَاوَمُون على دِماءِ أمةٍ أضحَتْ للقاصِي والدَاني
مروى عِطاشٍ يترنح لها السَّكارى
كؤوسَهُمُ المَوتُ وعيونَهُم تَقدَحُ شَرَاراً أبَدِياً
فيا أهليَّ الغافِلُون
يا دِمَاء أمتي المَهدُورَةِ على أرضِ الجُدُود
يا من كنتم يوماً آفلاً المقاتلين الأسُود
يا مَنْ اختَارَكُم اللهُ قوْمًا عَابِداً للهِ المَعبُود
أفيقوا مِنْ غَفوةِ العَدَم
فالعالمُ يَزأرُ مُهدداً لمِنْ بالحَيَاةِ انعَدَم
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية