كلنا يعرف الجمال الخلقي بضم الخاء وما عنيت التحدث عنه هنا تحديدا هو جمال الملامح للنساء والرجال (الحلاوة) فالجميل بالغ الحسن يختلف عليه اثنان دائما فلكل شخص نظرة خاصة به تختلف عن غيره. فليس للجمال مقياس محدد ومعروف ولكل عين نظر كما يقولون. فمنهم من يختزله في لون البشرة السمراء وبعضهم تعجبه البيضاء واخرين يجذبهم جمال الشعر والعيون الملونة وهكذا يختلف المعيار باختلاف الناس وتنوع مشاربهم.
فمثلا انا ولن اتعوذ من كلمة انا لان معلم البشرية بابي هوا وامي صلوات الله وسلامه عليه لم يتعوذ منها حين قال (انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب) فلو طلب راي في هذا الموضوع فسأدلي بدلوي وازعم انه لن ينبئاك عنه مثل خبير ففيما يخص النساء يتركز جمالهن في العينان فمن وجهة نظري الشخصية ثلاث ارباع جمال المراءة في عينيها اما الرجال فيكون في رجولتهم.
فعندما نقول ان الجمال موهبة من الخالق فهذا يعتبر من نافلة القول ومعروف لدى العموم بالضرورة والسؤال هو كيف تكون الوسامة مكتسبة واذا كانت كذلك هل باستطاعتنا التحكم بها ؟ الجواب نعم وقبل ان اجيب تفصيلا دعوني اقارن أولا بين الجمال والوسامة وأوضح الفرق بينهما.
الجمال هو عين حلوة، انف كالسيف، ثغر باسم باختصار جمال ملامح. وهذا يمل منه سريعا وتتعود العين عليه مع مرور الليالي والأيام ويصبح مألوف وغير مثير. اما الوسامة فهي الجاذبية (الاعجاب المتجدد) التي لا تمل ولا يعرف سبب محدد لها فقد تنجذب لشخص ولا يتوفر عندك مسوغ مقنع لهذا الانجذاب وتراه في عينيك من أجمل الناس ولو بحثت بتروي عن الدافع وراء هذا الشعور ستجده حتما اما في الأسلوب وجمال المنطق اوفي الشخصية او في طيبة القلب والبشاشة التي لا تفارق بعض الوجوه. وقد تكون في البساطة والسهولة والتواضع فبعض الناس بطبعه هين لين ياسر قلبك بطيبته وحسن اخلاقه. وقد تكون في الاناقة والذوق الرفيع. وقد تكون أيضا بسبب الذكاء الحاد الملفت.
كنت أحاول اقناع صديق لي بوجهة نظري هذه وهو من الاخوة المصريين ومعروف عن اهل مصر بأنهم لا يغلبون دائما وبعد جهد جهيد محاولا إقناعه رد على كلامي بمثل شعبي معروف عندهم وبالنسبة لي اول مرة اسمعه جعلني لا أستطيع بعده ان اتفوه ببنت شفه واحتفظت بوجهة نظري لنفسي المثل يقول (الحلو حلو لوقام من النوم والوحش وحش لو يتشيك كل يوم).
-
فيصل محسن سعيدكاتب هاوي