هل إدمان أحلام اليقظة قد يؤدي إلى مرض نفسي؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل إدمان أحلام اليقظة قد يؤدي إلى مرض نفسي؟

ما بين الواقع والخيال

  نشر في 12 ديسمبر 2022  وآخر تعديل بتاريخ 20 أبريل 2023 .

     لكل منا عالم إفتراضي يعيش فيه ويحقق رغباته التي حرم من تحقيقها في واقعه المرئي، وقد نهرب إلى هذا العالم أحيانا لتخفيف حدة التوتر الذي نعيشه..

لكن سرعان ما نعود إلى الواقع دون إستغراق شديد في أحلامنا إلى درجة إستنفاذ الطاقة النفسية لدينا، وذلك لكي نبقى ضمن مستوى التمييز بين الواقع والخيال.

لكن لا بأس إذا ما سرقت أحلام اليقظة القليل من حياتنا إذا ما تركزت على تحقيق هدف معين وليس فقط الإكتفاء بالتخيل المفرط الذي يؤدي إلى إدمان الأحلام وبالتالي صعوبة التكيف مع الواقع!

فعندما يهرب الشخص إلى عالمه الإفتراضي بكثرة سيقل إرتباطه بالحقيقة الملموسة شيئا فشيئا؛ فيهبط مستوى إنجازه للمهام الموكلة إليه تدريجيا.. وسيكون ذلك سببا لأن تقل ثقته بنفسه، فيزداد مستوى الإحباط لديه وبالتالي تزداد نسبة هروبه لتعويض ما يفتقده في عالمه الواقعي..

وسيزيد ذلك من سوء وضعه أكثر حتى يصل إلى مرحلة الفشل التام، فيدخل في دائرة الإكتئاب الذي عادة ما تكون عواقبه وخيمة.

*فيكون هنا قد وصل إلى مرحلة مرضية تستدعي العلاج الفوري، ويتم تحديد العلاج وفق الأسباب التي أدت إلى أن يغرق صاحبها ضمن أحلام بدأت تسرق عالمه الحسي.

و تبعا لذلك أريد أن أشارككم  قصة واقعية قرأتها قبل سنوات طويلة.. حيث إنها كانت تتحدث عن فتاة تبلغ من العمر 18 سنة، كانت تعيش داخل منزل مليء بالقسوة والضغوط المفروضة من الوالدين..

حيث لا خروج، لا نظر من النافذة، وكم هائل من أل لا لا لا.. حتى قررت هذه الفتاة أن تهرب؛ لكن ليس من المنزل بل من حياتها داخل قضبان ذلك المنزل!

فباتت تجد ملاذها في أحلام خلقتها لنفسها ضمن يقظة واقعها المرير، ومر من الزمن ما لا بأس به وهي على هذا الحال ودون أي إدراك من أبويها الحاضرين الغائبين..

حتى تطورت أحلامها من يقظة إلى رؤى حقيقية تزورها، فليس من الغريب أن تراودها أوهامها عينها خلال ساعات النوم، وإنما الغريب في الأمر إنها باتت كل ليلة ترى شيئا بعث لديها إشارات التساؤل والحيرة..

حتى قررت في النهاية أن تسرق من يومها المليء بالحرمان وقتا يجيب على تلك التساؤلات التي إحتوت حيرتها..

وبالفعل نجحت محاولاتها بأن تهرب خارج المنزل هروبا مؤقتا يمكنها من زيارة من هو مختص في علم النفس.. و أخبرته ما يحصل معها بالتفصيل... وإن الشاب الذي تتخيله في يقظة النهار، أصبحت تراه داخل أحلام الليل، وإنها في غضون ذلك تعلم بأنها نائمة وتدرك متى سينتهي الحلم وتستيقظ، وفي نهاية كل لقاء لها معه.. يعدان بعضهما بأنهما سيتقابلان مجددا بعد هذا الوداع المحزن ليلتقيا في الحلم القادم، وإن أحلامها غادت متسلسلة تكمل بعضها البعض...!!

وهنا وقف الطبيب لبرهة في حالة دهشة وصمت؛ وأخبرها بعد قليل بكونها على شفير مرض نفسي خطير.. وعليها أن تخبر والديها بكل ما يحدث معها، وإلا مع إستمرار كل ذلك فلن تحمد العواقب أبدا..

*ونفهم من ذلك بكون أوهام اليقظة من الممكن جدا أن تتحول إلى إعتلال نفسي خطير إذا ما وصلنا بها إلى حد الإفراط الغير مجدي، أي إنه ليس من المفروض أن نسرف في خيالاتنا دون أي وصول ملموس لها في الواقع.

وفي النهاية تبقى رغباتنا وآمالنا تميد ما بين غفلة ويقظة.. فقد يتبخر معظمها ويتحول الآخر إلى رماد مجرد من كل وردي يبعث على الإطمئنان والصبر..

أو قد تتحول يقظتنا إلى طائر يحوم في فضاء لا ينتمي إلى عالمنا.. فنبذل كل الجهد بأن نحمي هذا الطائر من السقوط والإرتطام بأرض هذا الوجود، ونكتفي بالنظر إليه وهو يجول في سماء خواطرنا، فيبعث الأمل فينا وتنبت أحلامنا الوردية من جديد بعدما سقيناها بنور الإيمان بالخالق ثم بأنفسنا، ونعود إلى طريقنا الذي بدأناه أول مرة ونزيل الرماد الذي إعتلاه ونكمل المسير..


                                           بقلم: أسن محمد


  • 2

   نشر في 12 ديسمبر 2022  وآخر تعديل بتاريخ 20 أبريل 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا