في فصل الشتاء، كالعادة يوم ممطر و برد دافئ جو رائع وهواء نقي و خال من الرهوط المنافقة والنفوس الكئيبة . لبست معطفي وخرجت لأخلو بوحدتي وأبوح بأنيني وأشكو همي وحزني لنفسي . فإذا بفتاة بريئة جميلة الوجه تخطف نظري وحيدة هي في ذاك الشارع الكبير ترتدي ملابسا ممزقتة و متسخة و جوارب ممتلئة بالتقب كانت ملتطمة بسواد السيارات وغبار الأزقة . اقتربت منها و سألتها : ما اسمك يا حلوة ؟
رفعت رأسها والدمع يملئ جفن عيونها والحزن تلاشى في نبرة صوتها وقالت بصوت خفيف وهي تموت بردا :إسمي ليس لي اسم لي لقب اللقيطة ...
عجبت لأمرها ولجوابها الذي لم أكن أتوقعه . خطوت خطوة لأقترب إليها اكثر وقلت : أين والديك؟ ألا تشعرين بالبرد ؟ ألا تخافين وحدك ؟ ألا تدرسين ؟
ابتسمت وهي تقول هذا الشارع أبي و أمي اعتدته و اعتادني إنه ملجأي ومباتي لا أعرف لا القراءة ولا الكتابة .. أنا التي يسمونني "بنت الزنقة" وأنا التي المجتمع ينظر لي بنظرة احتقار وخوف وكأني جرثمة وكأني أنا من اختار أن يتبناه الشارع .. أنا التي إن رأوني الناس هربو مني ما ذنبي إذا كنت ضحية علاقة حب فاشلة ، و طيش شاب متهور مكبوت الفكر والوعي كان يفكر في إشباع غريزته الجنسية... ونقص عقل امرأة صدقت الكلام المعسول و ظنت أن للحب وجود .. فكنت أنا الضحية تخلايا عني و تركوني وحيدة أموت يوما بعد يوم أموت قهرا و بردا و جوعا... تعذبني مصطلحات الناس وبما ينعتونني.. فلترحموني رجاءا .
اختتمت كلامها وهي تراجي الناس لي يرحموها من كلامتهم القاسية .. نسيت همي و ما كان لي هم أمام ما تحملته تلك الحلوة .
وأخيرا، ما نلاحظه اليوم ان الشباب أصبحو يستغلون الحب ويستهونون بكلمة "أحبك " للوصول أو لتحقيق بعض المصالح منهم ما هو مادي وما هو جنسي .. إن الحب إحترام وصدق ووفاء لا قبلات و عناق إنه ليس وسيلة للوصول إلى نشوتك الجنسية أو غير ذلك ..
وهي كانت ضحية الحب.
-
ايمياتمنى ان تصل خواطري إلى بعض القلوب..