أنامل تتحرك علي قطع بلاستيكية تظهر في لمح البصر كلمات، أفكار، وحروب دامت لأعوام وأعوام ظهرت فقط بضغطة زر.

  وكما أعتدت مني، كلماتي وجملي عصية علي الفهم ليس لأني شكسبير عصري؛ ولكن لأنها خرجت هكذا من عقلي، فهذه أبسط صياغة أستطعت أن أصوغها.

 المهم دعك من كل هذه الهمهمات التي لا طائل منها سوي الاندماج في الكتابة، مقالي اليوم ربما يكون سئ، وستجد الكلمات غير منظمة وغير مفهومة، ربما سيبدو لك كلغز يدعوك لتجميع أركانه وحله، ولكنه ببساطة ليس سوي كلمات نجت من معارك طاحنة مثخنة بكثير من الجراح وعبرت علي أناملي وأتت لتستريح علي هذه المسودة البيضاء.

  هل الشباب الآن أنضج من الأجيال السابقة؟ 

هل عقولهم تتسع لفهم طبيعة واقعهم وزمانهم؟

لماذا شغلهم الشاغل الحب والجنس الآخر؟ لماذا كل جلسة وكل حديث عن حبك السابق، عن مواصفات شريك أحلامك، عن...،عن...؟

  حتي من يظهرون للمجتمع في علانيتهم أنهم لا يهمهم سوي العمل والتقدم والنجاح لا يتحدثون في سريتهم إلا عن مثل هذه الأحاديث، وكأن المجتمع قد خلا أو كاد يخلو إلا من مثل هذه الأحاديث.

  دعك منهم ولا تخبرني بهم = فأنا أعرف أنك ستخبرني أن الإنسان مجبول علي العاطفة، وهو ليس قطعة جامدة، وبلا ..بلا 

وهل هذه الجبلة لا نستطيع السيطرة عليها؟ لا نستطيع تطويعها؟ربما لا .

فهم مستمرون في أحلامهم الوردية التي لا يريدون أن يستيقظوا  إلا وقد تحققت ولا يدركون في النهاية أن مهما دارت بنا الدنيا ..تظل الأماني أماني....

مهما لفحتك لحظات من الحماس .وتشجعت لفعلها ستظل مكانك .

مهما وعدت وفي الأصل تمنيت .ستأتي بوادرمن خريف الحياة لتشعرك ببرودة الحاضر, وخماسين المستقبل فقط لتخبرك الحياة "أنك ستفعل ما أريد أنا، سأفرض عليك اختياراتي، ساوجهك حيث أريد، ولابأس إن أشفقت عليك وأعطيتك بعض من لفحات الأمل الوردي..لن يضر لبعض الوقت طالاما ستعود لمتاهتي من جديد".

لا تحزن ياصديق فانا لا أخبرك أن تتخذ من اليأس خليل، ولكن فقطأخبرك ولو لمرة أن تنظر لمرآتك وبعدها تنظر حولك.