تغنى أمام مسامعي فقد اشتقت للحن النصر..بعد صبر أكيد..و بعد تعب شديد ، و من الشدة ما جعلني أبعثر أوراق الماضي في زمرة من انتفاضة ، لست أشتاق بعد اليوم لأن أستدير ورائي ، الأمام هو للتقدم و الأعلى هو لنيل الرتب و شتان إن حسبت القفزة للبطل هي كالوثبة..حلل معي و ناقشني في ترتيب الحدث..
حينما نكون نمشي و نحن شباب نطيش وقتا من الفرص ، و حينما نتعقل بالنضج تصبح الوثبة هي اختصار لجملة القفزات الطائشة و لكنها موزونة بدقة..
اعزف لي مع الغروب رقصة الوثبة الخاطفة فهي تمنحني نشوة الإعجاب بحركيتها الانسيابية ، واني للقلم و بالقلم لها مدونة ، زلزل مني كل دمعة فاضت على حين غرة انسابت هي الأخرى فرحا و شوقا لاحتضان النصر القريب جدا من حضارتي..دعها وشأنها هي لي و مني ..اطرب مسامعي و قد بدأت صفحة الانجاز اللحظة و لا تستشر مني طول الزمن فالسعيد للسعادة لها محتضن. ..
اعزف لمن حواليك و عني أنا سأعيد مشاهدة تكرار الوثبة حتى أتفحص لقطة الحيلة منها فثمة يكمن الفرق بين القفزة التي انطلقت ربما للعب ، أما الوثبة فجاءت لتحقيق الغرض للنصر من صبر و تحمل و هدوء بال لحين انتفض الجرح على حين غرة معلنا فوزه ، و قد دونه قلمي فاشهدي له يا دموعي بالخلاص الأكيد..عما ستٍسألني بعدها ؟؟أقولها لك بصراحة من فوضى الأحزان و ضباب المشهد و انفلات الصدق من محيط خلته سيقف معي في ذاك الماضي؟..اسال المزيد ساجيبك ، ليس يهمني الغياب المتعمد و لا عليك ان تتحسر علي فانت بمثابة السائل و الترحاب معلن لك مني من أوله ..الوثبة كافية لتسدل الستار عن مسرحة طالت فصولها و قد جاءت النهاية سعيدة..مفرحة و مثمرة..
فهنيئا لكل جريح اقتص حقه بنفسه و كان عون الله له مظهرا..و لدم الجرح مداد النصر التالي..فليس للوثبة وقوف في النجاح الأولي..دعها للولهان أسيرة و دونها للعطشان سيرة ، و لا تسألني فقط عن الماضي لأن الوثبة مسحت تجاعيده...
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية
التعليقات
رائع استمري .