إنه واحد من أهم المساقات التعليمية والتدريبية التي تقدم عبر المنصات الالكترونيه ككل ومنصة معهد الفضاء المدني المغربي على وجه الخصوص اتحدث هنا عن مساق "فهم هياكل السلطه المجتمعية" هذا المساق الغني بكم هائل من المحتوى التنموي الذي من الممكن أن يصنع الفارق فيما لو طبقت المبادئ التي يحتويها على أرض الواقع خاصة وأنه يدرس هياكل السلطة المجتمعية الحالية والافتراضية متناولا تجارب ناجحة على المستوى العربي والعالمي،

الفرق بين العلم النافع والعلم الغير نافع ذلك أن الاول يؤتى أكله لاسيما التطبيق العملي والذي يتجسد في حقائق واقعية يمكن قياسها في متغيرات عدة تطرأ على المتلقي وتنعكس على المجتمع وهذا ما تمثله مخرجات مساقات معهد الفضاء المدني المغربي كرواد معارف وتنمية معا في مجتمعاتهم وبيئاتهم المحيطة،

أنا كأحد رواد هذا المساق ندمت كثيرا ذلك أنني أهدرت فرصة دراسة المساق الذي سبقه بالنظر للمحتوى الثمين والجوهر المتين الذي يحتويه هذا المساق.

الهيكل التنظيمي الاداري، السيادة، التأثير، السلطة، الإئتلاف، حرية الإختيار

تمثل هذه العناصر الأسس الصلبة لمجتمع تنموي منظم حيث تساهم عملية التنظيم المجتمعي الصلب في ثبات الاستقرار المحلي وانهاء مظاهر التخلف والقضاء على العشوائية المقيته في إدارة المجتمعات، ويستهدف هذا المساق بالعناصر آنفة الذكر بناء إستراتيجيات ذات فاعلية كبيرة تتناول العمق المجتمعي لتدرس جذور المشكلات المزمنة وتباشر بحلها حسب معايير مستنبطة من تجارب ناجحة على المستوى العربي والدولي، حيث يعد النقاش المستفيض إحدى الوسائل الفعالة التي تجمع رواد منصة معهد الفضاء المدني آخذين بعين الإعتبار تجارب نخبة من رواد العمل التنموي والمجتمعي في العالم أجمع ومستلهمين بقصص نجاح باهرة وامثلة بالغة التشبيه والفاعلية،

وفي هذا المقال سأتناول عنصري التأثير والإئتلاف ودورهما في التنظيم والمجتمعي وصولا إلى مجتمع تنموي

التأثير، والتأثير بدون سلطة

يستهدف هذا المبدأ جوانب عده لكن التأثير الذي يحدثه الفرد في المجتمع وأيضا على السلطة المحلية هو الذي يشكل فارقا في نهوض المجتمعات العربية وينتشلها من مستنقعات التخلف والحروب فالإنسان كفرد مجتمعي يترك بصمة مجتمعية على افتراض أنه على قيد الحياة يأتي تأثيره كفرد أيضا على السلطة المحلية والمجتمع بوسيلة حضارية فاعلة دون أن يحتاج إلى سلطة ليفعل، علها ربما تحيده عن مبادئه المهنية السامية ذلك ما اعتدنا عليه في مجتمعاتنا،

الإئتلاف وبناء التحالفات

حيث بات هذا العنصر يحدث فارق في العمل المؤسسي أكان حكومي أو مدني أو خاص وعرفنا أن بناء التحالفات يحتاج لدراسة دقيقة سواء في اختيار المؤسسة المراد التحالف معها أو الأهداف التي تقف وراء رغبة بناء التحالف أو الائتلاف وفي وبشكل مبدئي يفضل بناء شبكة إئتلاف كخطوة أولى إلى الوصول إلى تحالف فعال حيث يجب عليك أن تختار جهة تواجه نفس التحديات التي تواجهها انت او جهة تبحث عن تحالف بنفس الأهداف التي تريدها انت من أجل توفير الجهد والمال والوقت لتحقيق أهدافك كجهة مستقله،

وتختلف اهداف التحالف فقد تكون اهداف تنموية أو تجارية أو إعلامية أو إنسانية ومن أمثلة التحالفات الإنسانية حلف الفضول الذي ذكره سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال:"لقد شھدت مع عمومتي حلفا في دار عبد

ّ الله بن جدعان، ما أحب أن لي بھ حمر النعم " رواه أحمد

حيث كان في شھر ذي القعدة كان حلف الفضول الذي تم بعد حرب

الفجار بأربعة أشھر، وسببه أن رجلا من زبید ( بلد بالیمن ) قدم مكة ببضاعة فاشتراھا منھ العاص بن وائل،

ومنعھ حقھ فاستعدى علیھ الزبیدي أشراف قریش، فلم یعینوه لمكانة العاص فیھم، فوقف عند الكعبة واستغاث

بآل فھر وأھل المروءة، فقام الزبیر بن عبد المطلب فقال: ما لھذا مترك، فاجتمعت بنو ھاشم، وزھرة، وبنو تَیم

بن مرة في دار عبد الله بن جدعان فصنع لھم ً طعاما، وتحالفوا في شھر حرام، وھو ذو القعدة، فتعاقدوا

وتحالفوا بان یكونُوا ً یدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى یُرد إلیھ حقھ، ثم مشوا إلى العاص بن وائل،

فانتزعوا منھ سلعة الزبیدي، فدفعوھا إلیھ، وأبرموا ھذا الحلف، الذي سمي بحلف الفضول لأن من قام بھ كان

في أسمائھ الفضل، كالفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة، والفضل بن فضالة كما ذكر ذلك البخاري،

وهكذا تؤدي الإئتلافات والتحالفات إلى نوع من تبسيط الأمور التي تبدو معقدة أو صعبة أو مستحيلة بحيث تحقق أهداف المتحالفين بأقل جهد وأكثر فاعلية مما يحدث استقرارا بالنسبة للمجتمعات التنموية ويجعلها أكثر مرونة مع إنطلاقة قوية.

أبوبكر علي سنان الهمداني