لا صوت يعلو هـــــذه الأيام فـــــــوق صـــوت الانتخابات الرئاسية في أضخم دولة على مستوى العالم سباق الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية USA التي تجرى كل أربع سنوات. ويعتبر حدث عالمي بكـل المقاييس ومــادة دسمة لوسائل الاعـــــــــــــلام المقروءة والمسموعـــة والمرئية فيتابعه المهتمين بالشؤون السياسية في جميع انحــــــــاء العالم وحديث الساعة بلا منازع.
واثناء كتابتي لهذا المقال سيتحدد وفي هــــذه الساعات مـــن هو الفائز بدخول البيت الأبيض. ولـم اهتم ولم اتشوق كثيرا لمعرفة أي المتنافسين سيصبح الرئيس السيدة هيلاري كلنتون ام دونالد ترمب الديمقراطيين ام الجمهوريين. ومــــرد عدم اهتمامي هو قراءتي لنظام الرئاسة الامـريكية والياته الذي لا يجعل الرئيس صانع للسياسات كما هو الحال لدينا في العالم الثالث بل منفذ ومتابع لها فقط. والرئيس لديهم اشبه بالمدير او المراقب لسلامــــــــــــــة الإجــراءات وصحتها ومطابقتها للمواصفات والمقاييس المطلوبة. فهذه الدول لم تصبح كبرى إعتباطا ولم تتسيد العالم بمحض الصدفــــــــــــــــــة بل نتاج ومحصلة طبيعية لتخطيط ودراسات مسبقة تقوم بها عــــــــــــــــــدة مؤسسات وتشترك فيها معاهـــــــــــد أبحاث وهيئات عديدة ومشتركة بشكل تكـامـلي فتوضع الاستراتيجيات والتصورات لعشرات السنين القادمة.
والتنافس المحتدم الذي نراه على مقعد الرئاسة الامريكية اشبه بالتنافس الشرفي فمن سيتم اختياره ديمقراطيا بحسب نتائج الاصوات سيكون في قمة الهرم ويصبح رمـــــز لهذه الدولة. وليس بمقـدوره ان يحيد عـــن الخطط المستقبلية الموضوعة والمتفق عليها سلفا فلديه صلاحيات محــدودة. والاختلاف بين الرؤساء الامريكـــــــان الذين يتعاقبون على كرسي الرئاسة يكون في ال Tactic فقط اما ال Strategy فمتفق عليه مسبقا. وأول ما يترتب على الرئيس الجــــــــديد في بداية استلامه لمهام عملة هو الاطلاع على ما وصـل اليه مــــن سبقه ليعرف بعد ذلك المطلوب منه ومـا يتوجب عليه القيام به لمواصلة إنجازه وتكملته والبناء عليه. وما كنا نراه ونسمعه مــــــــن كــــــلا المتنافسين في الأشهر الماضية في الحملات الانتخابية مــــــــــا هـو الا مهاترات وتراشق واستعراض عضلات وشـــــو اعـلامي لدغدغـة مشاعــــر الجمــاهير والحصول على أكبر عدد من الأصوات لا أكثر.
وعملا بالحكمة التي تقــــــــول (بضدها تعرف الأشياء) قارنت بين اليات اختيار الرؤساء في امريكا وبين دولة عربية لن اسميها احترامــا لمشاعر أهلنا فيها. فعندما تستمع لخطابات رئيس هذه الدولة تتعجب وتسال نفسك كيف أصبح هذا الكائن رئيسا فالألسن مغاريف القلوب كما يقال ، وتكلم حتى اراك كما قال سقراط. فما يصدر منه مـــــن كلمات لا تجد له تفسير غير الجنون. فقلت ربما يكون له طاقم من المستشارين يعاونه ويسنده فهناك رؤساء وهناك صناع رؤساء كما هو معروف المهم ان يكون البلد الذي يحكمه هذا المعتوه في أيد امينة. وصعقت عندما استمعت لكبير مستشاريه ومعاونيه وهو يتحدث فالرئيس بالنسبة له ارحم بكثير وتذكرت ساعتها مقولة لاحدهم عندما سئل عن سر خسارة الشركة التي يعمل فيها رغم ما تتمتع به مـــن إمكانيات مـــــادية ضخمة وسـوق واعد ؟! فرد قائلا ماذا ينتظر مـــــــــــن كيان المخطط فيه اعور والمنفذ مجنون.
-
فيصل محسن سعيدكاتب هاوي