الدول النامية .. الثراء والمعاناة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الدول النامية .. الثراء والمعاناة

  نشر في 29 ماي 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

      فى الوقت الذى كانت دول العالم المتقدم تبنى نفسها بعد ويلات الحروب والدمار والانهيار وترصد كل مالديها من امكانيات لبناء مجدها وتقدمها الذى نشهده الآن ؛ كانت البلاد العربية والتى تذخر بموارد لا يوجد مثلها فى أى بلد آخر - من فضل الله - تنفق كل ما لديها من تلك الأموال الطائلة والفياضة على الدعارة والسفالة والانحطاط والعرى والذى يسمونه الفن ، والهيافة والتفاهة واللعب الذى يسمونه كرة ، وأخذوا يوهمون الشعوب أن الإنفاق على هذه التفاهات هو التقدم والحضارة .. ذلك فى الوقت التى تركت فيه شعوبها تذوق ويلات وشتى أصناف الجوع والحرمان والفقر والقهر ، وأوهموهم أنه لا توجد موارد وأموال للخروج من هذا الفقر والجوع ، وأوهموهم أن الوطنية هى التحمل أكثر والجوع أكثر وأكثر .. وعلى الجانب الآخر يزداد الإنفاق وإغداق الهدايا والتكريمات والثروات على التافهين والداعرين وعلى الجانب الأول تزداد الضرائب والاتاوات.

     ماحدث نتيجة ذلك أن الدول المتقدمة عرفت مصلحتها وسخرت كل إمكانياتها لتقدمها وعرفت أين تضع كل قرش فى مكانه الأصح لرفاهية شعوبها حيث تقدمت تقدما مذهلا ؛ وزادت الدول المتخلفة تخلفا .. طعام فاسد وبنية تحتية منهارة وقروض وديون أثقلت أجيال قادمة ومحن اقتصادية وسياسية لا ندرى كيفية الخروج منها .. ليس ذلك فقط ماحدث بل مايحدث هو الأعجب حيث مازالت تزداد تلك النفقات على التافهين ازديادا خرافيا كل يوم عما قبله على مرأى ومسمع على الشاشات وما هذا إلا إهدار لثروات البلاد فيما لا نفع فيه وتجويع للشعوب ، فكيف لدولة تريد أن تنهض كما تدعى وهى تقترض لتنفق على هؤلاء السفلة؟

     إن ألف باء اقتصاد وتقدم هو توفير النفقات التى تنفق على التفاهات وهوامش الكماليات وإرصادها لما هو مفيد نافع الذى يسمى الأولويات من بنية تحتية ودعم لمحدودى دخل ومشاريع استثمارية هذا فقط فى بند النفقات ولم نتكلم عن الإنتاج ولم نتكلم أيضا عن البند السرى ذلك المجهول فى بلادنا وهو الموارد.

      إن المشكلة الاقتصادية عندنا فى دولنا العربية المتخلفة ليست فى ندرة الموارد فقد من الله علينا بموارد فياضة دون جهد أو تعب أو قيمة مضافة أو غيره .. فقط لو وفرت هذه النفقات وتجنب سوء الاستغلال والاستخدام والتوزيع للثروات ووضعت فى محلها وفى الأولويات ووئد الفساد لن نحتاج قط لقروض أو مساعدات كما أوهمونا ، ولكن كيف نتقدم والوطن (مخروم) لا تستقر فيه موارد فالموارد فياضة فى بلادنا ، وكل يوم نكتشف ثروات نصدرها وتفيض عن حاجتنا ولكن هناك من يريد لنا الفقر والجوع .. وسوف تعيش الدول العربية بين الثراء الفاحش الذى نراه بأعيننا يوميا على الشاشات والمعاناة التى تعيشها شعوبها لكن إلى متى لا ندرى .. لعل الله يمن علينا بأناس نافعين يتقون الله فينا.

يسرى محمود السيد

الأربعاء 29/5/2019



   نشر في 29 ماي 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

ان بناء الدول يحتاج لايمان راسخ بالقضية و يلازمها دائما ايثار المصالح العامة على الخاصة و الخوف من الله الاكيد و بكل بساطة يلزم الرجال شكرا
0
Yousry Mahmoud
عندك حق شكرا لتعليقك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا