القلنسوة والطربوش: جيوجينابولتيك العلاقات التركية الإسرائيلية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

القلنسوة والطربوش: جيوجينابولتيك العلاقات التركية الإسرائيلية

  نشر في 14 مارس 2022 .

ترى بعض النظريات في علم الأنثروبولوجيا- (علم الإنسان)، أن الثقافة منتج يحمل الكثير من أدوات التشخيص النفسي والاجتماعي الذي يساعد في تفسير الطرق التي يتحرك بها الإنسان- كفرد الى حد ما وكمجتمع الى حد كبير- في مجال علاقاته..!!

ولأن علم السياسة والعلاقات الدولية استفاد كثيراً من أطروحات مماثلة، فقد انتهى هو الآخر الى رؤية مقاربة تفسر سلوك الدول والأنظمة خاصة في مجال السياسة الخارجية، باعتبار أن الثقافة أصبحت منتجاً هجيناً والسياسة فيه ليست إلا مجرد تغذية راجعة لفعل ما مرتبط بتراث مشترك بين كيانين..!!

تتجسد هذه الفكرة في تلك النصوص التي يكتبها شعب ما في إطار ثقافته ويرسم بها صورة الآخر بالنسبة له، أو ما يطلق عليه #الصورة_النمطية_للآخر، على غرار #صورة_الإنسان_العربي_في_أفلام_هوليوود..؟!

**

كإجراء بسيط على هذه الفكرة، يمكن طرح سؤال:

لماذا تحرص تركيا على أن تكون لها علاقات جيدة مع الكيان الإسرائيلي؟!

الجواب بسيط جداً، وموجود دائماً في الثقافة التركية، وهو: أن التركي لا يجد سبباً مقنعاً في نفسه يبرر اتخاذ موقف معادي ضد #الاشكنازم..؟!

استخدام المصطلح الأخير ليس عبثاً، لأنه يحمل دلالة تذكر الأتراك دائماً بأن ثمة عروقاً قوقازية مشتركة تربطهم بالاشكنازم.: شيء ما كقومية عابرة للقومية والحدود كامنة في الجينات..!!- ربما هذا هو السبب الذي يجعل الأتراك أكثر قرباً للتوافق مع الاشكنازم على معاداة الروس.

جانب من العقيدة الجينية القوقازية يحمل هذا العداء للروس السلافيين، الذين تسببوا ولمرة وحيدة ونادرة في دفع الييديش الاشكنازم الى رفع شعارات وخوض معارك حقيقية ضد الأتراك قبل أقل من قرنين من يومنا هذا.

بعد حرب القرم في القرن التاسع عشر، اتفق الطرفان (الاشكنازم والأتراك) على نهج ثقافي يكون أساساً لبناء علاقات جيدة بينهما، واستدامتها؛ وعلى أنه حين يتعلق الأمر بروسيا، فلا ينبغي أن يكونا عدوان بسببها أو لأجلها..!!

يمكن الآن أن نفهم دلالة التوقيت بالنسبة لبعض الأحداث الأخيرة كزيارة رسمية أو ما شابه، وأن نفهم في إطار أوسع لماذا حضرت النكهة العنصرية بكل زخمها الأورو-غربي، لتصبح سياقاً ثقافياً للصراع الدائر في أوكرانيا.

للتذكير.. فإن إسلام تركيا ليس له أي فاعلية فارقة في هذا النسق..!!- فمن وجهة نظر الأتراك، هناك فرق بين ما هو التركي في حقيقته، والغطاء الذي يمكن أن يتدثر به: (سر قداسة الطربوش)..!!

**

على سبيل التطعيم الوثائقي، أحيل القارئ الكريم الى قصة طريفة يعود زمنها الى فترة حرب القرم في القرن التاسع عشر، أوردها أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب البروفسور شلومو ساند (שלמה זנד) في كتابه:

 #كيف_لم_أعد_يهودياً_وجهة_نظر_إسرائيلية..

القصة من تراث الييديش الاشكنازم، وقد أوردها ساند في مستهل فصل بعنوان: (اقتل تركياً واسترح)..!!- وفيها أم يهودية تودع ولدها الشاب الذي سيذهب الى جبهة الحرب بعد أن أصبح مجنداً في الجيش القيصري الروسي، وتوصيه بأن يقتل كل يوم جنديا تركياً وأن عليه أن يستريح بعد أن يتمكن من ذلك، وتكرر وصيتها له بأن يتغطى وينام ويأكل جيدا كلما تمكن من قتل بعض الجنود الأتراك، الى أن يفاجئها ابنها بسؤال: ماذا لو قتلني التركي؟!- فتجيب والدته باستغراب شديد واستنكار أشد:

ولماذا عساه يقتلك؟ أنت لم تتسبب له بأي أذى حتى يقتلك؟!


  • 1

   نشر في 14 مارس 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا