بعد الثامنة مساءً يعود كل منا الى وحدته الى عزلته الى غرفته ..
الحقيقة مرة .. مرة جداً .. عالمنا الافتراضي سرق منا أيامنا المعدودة في العالم الحقيقي
اكتب اليكم من عالمي الافتراضي حيث كل شيء يبدو اليكم جميلا .. كل شخص يبدو لكم مألوفاً ..
كأننا التقينا و لم نلتقي .. كأننا تواصلنا و لم نتصل ..
نشاهد عن بعد الصور التي كبرناها لانفسنا .. تلك الصور التي رسمناها بأيد من ذهب لتحكي عن واقع نتمناه .. واقع لا نستطيع عيشه ..
و نحن منبهرون من الصورة .. منبهرون من أنفاسنا .. لا يعكر صفونا سوى الاطار الخشبي الذي لا يتسع كلما اتسعت الصورة ..
لا يتمدد فيخفى الفجوة التي كبرت بعلاقتنا .. و انتهى بها الأمر .. لسطحية بائسة ممزوجة بالحزن و الشجن و الآسى ..
نبكي و كأننا لا نعرف السبب ..
نبكي و كأننا لم نكن نحن السبب ..
نتحسر على ما كان لاجئا بنا .. فاختبائنا منه و التجأنا الى ذواتنا المكدرة بالصورة السلبية التي احتفظنا بها داخل عقولنا .. احتفظنا بها دون تعديل .. هروب من أنفسنا التي لا نحب صورتها .. الى صورة كاذبة .. تبنيناها لانفسنا
هروب من الحقيقة الى الخداع و من الواقع الى الخيال ..
لكي نغتال الألم .. ظنا منا أن في ذلك العلاج ..
لكننا .. نجهل .. أن العلاج .. في المصالحة ..
في تقبل الحقيقة كما هي و محاولة اصلاحها ..
في التجديد و في التغير ..
سأعود الى عالمي الحقيقي .. فمن سيلحق بي ؟!
-
د . فاطمة الزهراء الحسينىلكي لا تختنق الكلمات .. هنا واقع اخر .. تلفظ فيه أنفاسها الأخيرة