صوت عليل طيب المذاق ناعم الملمس عميق العبق يطرق أسوار غطائك الوثير وفراشك الدافئ ليروي على مسمع خلدك رواية الحصانة المطلقة و الذمة الإلاهية والجوار الحصين . فبين غياهب رحيل الروح و عتبة وصول إرسالية المولى تتأرجح الحواس بين مشورة المدثر المتنعم باللحظة، والمستجيب الطامع في الرحمة ونورالصراط، بين الحالم و راكب سفينة النجاة و تحقق المراد .فيتردد صدى منادي الجحيم يا هذا القر و الصقيع و دفئ الحصير، يا هذا لا تعبث بخاتمة الحلم و خلاصة السمر وحلاوة ظلام الملجأ، فتركن النفس للنداء و تنكسر بين مخالب المدبرالمتولي سفير النيران، ومن زاوية المنكسر المقر بالنعم و عظيم آلاء صاحب السلطان،ثم ينقشع الغمام و يطل نور الله الآخذ بيد الموفق المنادى من فوق السبع الطباق، أركض برجلك و طف بالمغتسل ثم إنهل من الركوع و السجود ما ثمنه خير من الدنيا و ما فيها، ثم انطلق لبيت الله مع الموفقين للذمة الإلاهية، واتل مع الفجر أذكار اليوم وآيات الفجر المشهودة، و تمتع بمكانة أغنى البشر و أرفع الهمم وأمض ناحتا سجل اليوم، متسلحا بنواهي الملك سالكا دروب النجاة متلذذا بعليل النسمات و نور الخيرات. فقد تتصادم الروايات و تتمايل الرغبات بين هؤلاء وهؤلاء لحين صدور قرار القابع في الدهاليز، المتشبع بملذات الدنيا والحامل لأمل الخلاص، و المستشعر حتما لثمن العبور و ذلك بعد تصفح الأحاديث النبوية و الرسائل السماوية ،وفي النهاية يصدر القرار النهائي إما دفئ و غوص في الموت الصغرى، أو كسر للصنم و هدم للحصون و حل للعقد.
أما النداء فسيعود ليثمر و يرتفع ليرتقي المستجيب معه، مذكرا على أمواج الأرض وأريج السماء، وراسما على المآذن بضيائه آلاف روايات النجاح و دعائم الطمأنينة صادحا .....أن الصلاة دائما و أبدا خير من النوم و من السبات ومن الغفلات.
محمد بن سنوسي
12 مالي 2022
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع