لطالما كثر تساؤلي حول نقطة تكررت علي اثناء مشاهده المسلسلات والافلام هي توجههم الدائم الى المقاهي كنت استنكر ذلك في صغري واتعجب (مالذي يميز المكان عن غيره من الامكان )الان بدات اتفهم ذلك تدريجياً لاني اصبحت اعشق القهوه بانواع مختلفه
فالمقهى مكان يرمز للبعض انه مكان الراحه الذهني والخلوه النفسيه عن موترات الحياه، يجلس المرء مع نفسه وقتاً ثميناً حيث يرتشف قهوته على مهل وهو ينظر الى الماره او يستمع الى اغنيته المفضلة او كتابه الصوتي رائحه المكان امتلئت باكسيد الكافين الذي يريح اعصاب الدماغ المجهد ...
وهناك صنف يعتبره مكان التحضر، لذا يحب ان يعقد اجتماعات هناك او يناقش قضايا المجتمع ، لم اقتنع بهذه الفكرة رغم سماعي الكثير عنها حتى رايتها امامي احد الايام كان النقاش مشوقا حتى تمنيت لو انني كنت معهم (فبيئه المكان توثر على الفرد ولو بشئ يسير )
اجمل ما في المقهى انك تكتشف بعض الشخصيات الجديده فهناك المكرر وهناك المقلد والمبتكر الذي يحب ان يتميز بافعاله وتصرفاته عن غيره من اقرانه ويأبى ان يكون مشروبه لا يتضمن ذلك والمنتقي الحريص على ما يضع في جسده
وهذا كله في عصرنا الحالى لكن ماذا عن القهوة في الماضي ...
كانت بداية دخول القهوه ذلك العصر من الطبيعي ان يخلق التساؤلات والمخاوف لان الناس وقتها ينفرون مما يكون غريبا عليهم مما جعلها محرمه ...نعم محرمة شرعا ذلك الوقت لان الناس كانو يشربونه وهم يمارسون المراهنة ولانها جرت الى محرم سقطت ولكن تبدل الكثير بعد ذلك لانها حلال ولاحظ الكثير من العلماء أنها تعين على العلم وقيام الليل
واتى اسمها من فعل تُقهي ويعني انها تمنع من الطعام حيث تُذهب شهية النفس للطعام وقبل ذلك كانت تسمى كافا نسبه إلى البلد الذي تأتي منه وهنا اشتق منها مصطلح الكوفي
والذي اثار اعجابي بحفاظ بعض الشعوب بطريقة اتبعت منذ الزمن العثماني وهي تقديم القهوة والماء للضيف ليعرفو انه ان اختار الماء فهو جائع ويقوموا بتجهيز الطعام له اما ان اختار القهوة فلا يريد ان ياكل او لا يحس بالجوع وفي زمن العثمانيين كان للقهوة حضور مهم حتى في مسئلة الزواج كان يجب على الرجل تأمين المنزل والكسوة للمرأة مع القهوة وحتى في حروبهم وهنا بدا انتشارها في الدول الاخرى ..
حينما خسر الجيش العثماني التركي في الحرب ضد النمسا وهولندا تركوها ضمن الغنائم وهنا اخذت في الانتشار في بلاد اوروبا
الان الجميع يشرب القهوة كل يوم كل وقت وقبل اي عمل حتى يعطينا الطاقة والنشاط لكن من كان يعرف تاريخها حقاً
الان عندما ترتشفها سترى تاريخها العربي الاصيل ...
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة(مشاعل خالد)
-
مشاعل خالدالقراءة حياة أضيفها إلى روحي ،الكتابة تعويذة سعادة ،بهما ارتقي ،التقنين أسلوب حياتي ، والتجارب تجديد ميثاق مع النفس